الفُنجان
غادرتُ وطني و يدايَ ترتجفانْ
و بجُعبَتي ذكرياتٌ تملأُ الفُنجان
فنجانٍ أصبحَ يتَّسِعُ لكلِّ الأوطان
و أصبحَ يُشبهُ وطني بكلِّ شيء
شيءٌ منِّي و أشياءٌ منهُ إنْ شِئْتْ
فلِما لا أقولُ يا أُمةَ المليارِ تعبتْ ؟
تعبتُ و أنا أُقلِّبُ أوراقَ التقويم
أسابقُ اللَّحظات ، و تلكَ الخَطوات
التي هذَتْ هكذا حتى إستوطنتْ
بضياعٍ و إنصياع ذلكَ الإنسان
و دماثة الخُلقِ في عالم النسيان
في وقتٍ بِهِ أبحثْ
أبحثُ عن الماضي
و في عباءةِ القاضي
و أنا بلا مكانٍ و لا عنوان
أحملُ هَمِّي ، و إشتياقي لأمِّي
و باللهِ أسَمِّي ، منْ شرٍّ ألمَّ بألمي
أليستْ البَغضاءُ سادتْ
و خفافيشُ الليلِ عادتْ
كأنَّما الحُلُمُ بزوالهِم ما كان ..
و الطُّرُقاتُ تلتهِمُها النيران
تحتَ ظلالِ طائراتهم العُدوانيَّة
و حربٍ تقودُها الطَّائفيَّة
هذا يفتخر بالعشائريَّة
و آخر بالمدنيَّة
و نسوا أنهم على ذات السَّدان ؟
و المفارقةُ فقط بالألوان
لونٌ داخلُ وطني يخون
و في الخارجِ هائجٌ مجنون
و كيفَ لا أيها العُميان ؟
أما الحقيقةُ تقولُ أنهما إثنان
يدخلونَ في قصةِ الشيطان ؟
و وجهِهِمَا مرسومٌ على الحيطان ؟
وجهٌ في بلدي يحكُم
و في الغربة حقيرٌ يَشْتُمْ
يحملُ العَداءَ و يُحاربُ الأديان
فبأيِّ آلاءِ ربِّكما تكذِّبان ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق