الأربعاء، 23 أغسطس 2017

الفُنجان

غادرتُ وطني و يدايَ ترتجفانْ

و بجُعبَتي ذكرياتٌ تملأُ الفُنجان

فنجانٍ أصبحَ يتَّسِعُ لكلِّ الأوطان 

و أصبحَ يُشبهُ وطني بكلِّ  شيء

شيءٌ منِّي و أشياءٌ منهُ إنْ شِئْتْ

فلِما لا أقولُ يا أُمةَ المليارِ تعبتْ ؟

تعبتُ و أنا أُقلِّبُ أوراقَ التقويم

أسابقُ اللَّحظات ، و تلكَ الخَطوات

التي هذَتْ هكذا حتى إستوطنتْ

بضياعٍ و إنصياع ذلكَ الإنسان

و دماثة الخُلقِ في عالم النسيان

في وقتٍ بِهِ أبحثْ

أبحثُ عن الماضي

و في عباءةِ القاضي

و أنا بلا مكانٍ و لا عنوان 

أحملُ هَمِّي ، و إشتياقي لأمِّي

و باللهِ أسَمِّي ، منْ شرٍّ ألمَّ بألمي

أليستْ البَغضاءُ سادتْ 

و خفافيشُ الليلِ عادتْ 

كأنَّما الحُلُمُ بزوالهِم ما كان ..

و الطُّرُقاتُ تلتهِمُها النيران

تحتَ ظلالِ طائراتهم العُدوانيَّة

و حربٍ تقودُها الطَّائفيَّة

هذا يفتخر بالعشائريَّة

و آخر بالمدنيَّة 

و نسوا أنهم على ذات السَّدان ؟

و المفارقةُ فقط بالألوان

لونٌ داخلُ وطني يخون 

و في الخارجِ هائجٌ مجنون

و كيفَ لا أيها العُميان ؟

أما الحقيقةُ تقولُ أنهما إثنان

يدخلونَ في  قصةِ الشيطان ؟

و وجهِهِمَا مرسومٌ على الحيطان ؟

وجهٌ في بلدي يحكُم

و في الغربة حقيرٌ يَشْتُمْ

يحملُ العَداءَ و يُحاربُ الأديان

فبأيِّ آلاءِ ربِّكما تكذِّبان ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق