لَم أرى شيئاً أمامي
رُبما عُميتُ مِنْ رذاذٍ خَصَّصَتهُ الحياة لي
لي أنا وحدي حتى لا أرى مِقْعدي
الذي كانَ يُطِلُّ هَزيعٌ مِنهُ على واقعي
و الهَزيعُ الآخرُ على أحلامي
لم أرى شيئاً أمامي
رُبُّما شمسُ الرَّجاءِ اقتُطِفَتْ و ما أثمَرت
وليداً يُدفِئني في شتائي بخيطٍ يدعو إلى الأمل
بِمِثقالِ عمل أتقنتهُ بأمانةٍ و علَّمتهُ لجيلٍ
يصحو قبلَ الفجرِ بقليل
ليصلِّي بخشوع و يدعو لمن أصابهُ الجوع
مِنْ حربٍ جعلتهُ هُلامي
لم أرى شيئاً أمامي
مُستَنشِقَاً ليمونة جدِّي الذي كانَ يُبدي
حُبَّاً و عشقاً أبدي .. يَهِبُ لله ما لستُ أراه
إلا عناقيدُهُ قطوفٌ مِنَ الدوالي
و كنتُ أسألُهُ و يزيدني شَطراً بالسُّؤالِ
أيا جدّي ... يجيب بل أيا ولدي إسمَع
فأنتَ لا تُبصِرُ على حرفين
تسألُني و لا تسألهُم إلى أين
ذهَبَتْ رسائل السلامِ
لم أرى شيئاً أمامي
علَّهُ زادَني بعدَما زارَني بحرفِ هواً
عرفناهُ معاً عرَّافاً يُطاردُ أشباهً أشباه
مِنَ الرِّجال .. فمَنْ قال ؟ أنَّ السواقي
جفَّتْ مِنْ الرأسِ حتى الساقِ
و لم يُدرِكْهُ ذاكَ السَّاقي ، ارتشافُ ترياقي
حيثُ يموجُ بخاطرٍ مِنْ ورق
ما بينَ السَّطرين رمشُ عين
لا تُبصِرُها عيوني ولا أقلامي
لم أرى شيئاً أمامي
✍ عدنان رضوان