الخميس، 17 سبتمبر 2020

دعوني أحلُم ......



دعوني أحلُم


ها أنا أُغادرُ الأحلامَ مُرغَماً


آخِذاً على عاتِقي واقِعاً لا يَرحَم


أتكلَّمْ مع طموحِي ...

و طُموحِي في الحقيقةِ أبْكَم


إذاً سأدلو بدَلوي


و صحفةُ البدايةِ أطوي ...


أمَّ بعد ..


لا نياشين .. لا مُصفِّقين


إلا القليلَ مِمَّنْ عرفتُهم مثلي


يُفطِرونَ العسَلَ الحقيقي في نومِهِم


و في صَحوَتِهِم يتناولون الماءَ و السُّكَّر


فوِجهةُ النَّحلِ قد حطَّتْ فقط على الحالمِين


كيفَ لا و الزَّهرُ شَبَّ على فيضِ أعيُنِنَا


دمعٌ مالح ... كَ سمادٍ يَحرِق و يَحرِقْ


ثمَّ يختبئ خلفَ القضاء


أهَلْ نحنُ سُعداء ؟؟؟؟؟؟؟؟


دعونا نرقُدُ بسلامٍ آمنين ، دعونا نَحلُم ...


أنَّنا نملكُ عقولنا و لَمْ نحتكِم للجنونِ بَعْدْ


و أننا الأصِحَّاءَ الذينَ يرَونَ حتى مِنَ الحَوَر


لنبقى على قيودِ الفولاذ الذي لا ينكسِر


لنلقى مصيرَنا بابتسامة تكونُ علامة


على المُحيَّا الذي لا يَحيَا إلا بعالمِ الأحلام


فالواقعُ أجبرَنا أنْ نكونَ كما هُم يريدون أن نكون


مغادرونَ عائدونَ مِنْ ذاتِ الطَّريق


المُترفونَ و الراقدون ..


يفصلُ بينهما الأحلامُ فقط


و الأمنياتُ النَّاقدة للعالمِ الوردي


تتكدَّس إلى حينِ السُّهَاد


يرونَ احمرارَ الأحداق ، يقولونَ مِنَ الأشواق ...


و ينسَونَ أنَّ سبيلنا ليسَ واقعاً


بلْ حُلُماً يجوبُ السماواتِ حتّى الرّقيع


دعوني أتسكَّع بعيداً عن الآلام


لأُصبِحَ سفيراً للأحداثِ التي لا تتحقَّق


إلا ..... بالأحلام


✍ عدنان رضوان

أسألُ نفسي !



أنا و مَنْ أنا ؟ أسألُ نفسي


تُجيبني نفسي بسُؤالٍ


كيفَ ستكونُ يا هذا

مِنْ دوني حينَ تُمسي ؟


أيُّها السَّاهِرُ السَّامر


إليكَ خضَعتُ و امتلأتُ بالذكريات


لكنَّكَ يا صديقي لمْ تَمُتْ بَعد


لازِلتَ تُعطي الحياةَ حياة


تبني قصوراً و تَهِبْ ثمَّ تنسَكِب


كَ عِطرٍ عربيٍّ أصيل


مِنْ روحِ الياسمين


هذا طموحُكَ يا عزيزي


كلُّ شيءٍ فيهِ هلاميٌّ


لكنَّهُ مُباح لِمَنْ انسَدَلَ


أمَامَ نوافذِ الحياةِ الموصدة


المطلّة على طرقاتٍ ليست مُعبّدة


تكتظُّ بالناظرينَ أماماً أماماً


إلى الأفُقِ البعيد


حاول أنْ تتجرَّدَ مِنَ السّؤال


فربَّما يتغيَّرُ ذلكَ الحال


و تغدو مِيقاتاً تتقدَّم و لا تَرجِع


يقرؤكَ الذين يعرفون .... مَن تكون


أبدَ المنون


فلا تطلب الموتَ لحينَ لقياه


بأمرٍ منَ الله ...


فالموتُ لا يليقُ بالصابرين


و أمرُ الله إنْ شاءَ كانَ مفعولا


و عن أمرهِ لا عُدولا


أعرفتَ مَنْ أنتَ يا أنا ؟

✍ عدنان رضوان

إلى متى ؟



إلى متى ؟

تبقى الأحزانُ منسُوبةٌ إلينا


بلادُنا ليسَتْ لنا


أنتَ و أنتِ و أنتم أنتُنَّ


و هم و الغربةُ


و الحالُ و الأحوالُ

كُلُّهم كلُّهم علينا


هذا و نحنُ لَمْ نأبى


حياةً باذخةَ الحبِّ و العطاء


باتَتْ أبجديَّتُها مقصورةٌ


تقتبِسُ نهاياتُها بالياء


فكيفَ إذا أبيْنَا ؟؟


إلى متى ..

ستبقى ذاكرتُنا أسيرةُ الماضي ؟


ليسَ تمنُّعاً ... و لا تعنُّتاً


فهذا حِكمةٌ مِنَ القاضي


ربنا و ربكم و أنا بقضائهِ راضي


لكنَّ ذاكرتي لا تُفصِحُ


عن طِفلٍ أصبحَ مِلكُ الأوقاتِ و السّنوات


الطفلُّ شبَّ و شعري شابَ و أنا أنتظِر


قُبلةٌ مِنْ تجاعيدِ يديها


و غرغرةٌ في عيْنَيها


فهل ستراني ؟


ربّاهُ ....


إلى متى ....؟

و الأحمالُ لا تُحصى ... بعددِ النجومِ


العمرُ لا يكفي إن أحصيْنا


نعم أخطأنا ... حينَ ظنَنَّا أنَّ غربتَنا


تمحو عروبتَنا ...


و تُسقِطُ الضَّاد ... مِنْ ثغرِ العِباد


كلُّ هذا و لم نتعلَّم


أنَّ أظفارَهُم مُستعارة


و كلُّها لا تتقلَّم ....


حتَّى الصّدقُ على أفواهِهِم يتلعثم


و الحبُّ في قلوبِهِم لا طعمَ لهُ


و الإيمانُ لا شكلَ لهُ ...

و في حديثِهِم مجتمعاتٌ تتقسَّمْ


و صرَخاتُنا تُصغى بآذانِ أبكم


فهل يسمعونا حينَ نتألّم ؟


فإلى متى ؟

و نحنُ في بلدِ السُّكرِ و السُّكَّر


و أرواحُنا شيئاً فشيء تتقهقَر


فماذا بوسعِنا أنْ نتذكَّر ؟


إلا حاراتُنَا القديمة .. مدرستُنا


و حبلُ بنبون و لفةُ زعتر


فهذي تُعيدُ أرواحَنَا


إلى وطنِ الحب .. ذكرياتهُ تذوبُ في القلب


كَ قِطعةِ سُكّر ...


و قبرُ والدي يُنادي


ألا فاسقِني يا بُني .. تعالَ إلي


لأراكَ باسماً .. سالماً


فَلقد غادرتُ دُنيايَ


و أنتَ بعيد ...


فما أنا و ما أنت ؟


فأنتَ تُشبهُني لأنكَ مِثلي وحيد


آهٍ أيا دنيا الغريب


فإلى متى ؟

و قصائدي تُكتَبُ همساً


تكتفي بصريرِ الأقلام


يقرأها ضرير ... و الناسُ نِيَام


يابن بلدي تعالَ فهذي يديَّ


تُمدُّ إليكَ ... فكن معي و لا تكن عليَّ


يكفينا تمرُّدُ الأيام


و الجفا قد نفى


وِحدتَنا بفرِّق تسُد ... حتى لا تَعُد


إلى أصلكَ .. يا أخي فهذا حرام


أنْ نكون كما هم أرادوا


حُكِمَ علينا بالظلام


و منْ ثمَّ نقول


على الدنيا السلام


آهٍ .. فإلى متى ؟


✍ عدنان رضوان