هي المقاهي التي أنجَبَتْ أديباً يتيماً و شاعراً بِلا جيوب ، و علَّمَتهُم كيف يُكتَبُ الحبَّ بأحرُفٍ ماسيّةٍ على أثيرِ قهوةٍ سمراءَ تبلُغُ ألفَ غيمةٍ حالمةٍ لا تعرفُ المطر .
هيَ المقاهي و كأسَ ماءٍ يرتوي منهُ أهلُ القلَمِ منْ غيرِ رَيٍّ يَفي بوفي ، و في النقاشاتِ تُبنى الحياةُ على أنها عِمَادُها المُتَّفَقُ عليه و أنَّهُ هُلاميٌّ بوجهٍ مُنتفِضٌ مِنْ غيرِ حجَر .
هيَ المقاهي في عهدِ مفكِّرٍ تُقاسُ طرقاتهِ بالخطواتِ مُفتقداً لكلِّ شيءٍ من صميمِ كسرةَ الخبزِ على عرينِ صخرةٍ مُسَردقةُ المكانِ على عنوانِ الزَّمان ، و مُفكِّرٍ يُفكِّرُ كيفَ ينتصر على الآخرينَ بِبَلاغةِ الرَّازحينَ تحتَ وطأة عقلهِ المنفصلِ كما ضميرهُ الأنَاوي .
✍ عدنان رضوان