السَّجين
إقتَرَبتُ منهُ ولم أَخفْ
و بوجهِهِ معالِمُ الأسف
لا أُدركْ فحواهْ
إلا أنَّني أتنفَّسُ هواه
و بينَ يداهُ إنجيلٌ و مصحف
يتلو بيقينٍ كتابَهُ و يتَصفَّح
و أنْسُجُ قصصاً بفِكْري
كيف ...؟ والله لا أدري
إلا أنَّ عينايَ عليهِ تَذْرَف
بدمعٍ غريبٍ
ما منْ أحدٍ عليهِ تعرَّف
فماذا جنى من الكلمات ؟
و عُشَّاقُ وطنهِ لا يزالونَ هُواة
هُواةُ حبٍّ قانطٍ ، و فيهِ القلبُ يُجرف
كأنَّما شَطْرٌ من شطرينِ يُحذَف
أليستِ المعاني ضاعَتْ ؟؟
و المفرداتُ كُلُّها انصاعَتْ
أمامَ شِعاراتٍ علينا تتعطَّف ؟
و الياسمينُ يذبُلُ و لا يُقطف ...
و الزنانزنُ يأويها قيدٌ
القيدُ يأويهِ سيِّدٌ
و السَّيِّدُ عنْ الأوطانِ لا يتخلَّف
إلا أنَّ روحهُ تتمزَّق و تُتْلَف
من ظلامٍ يُعانقُ الجدران
من ظلمِ إنسانٍ لأخيهِ الإنسان
فمتى عنهُ الجلَّادُ يُصرَف
أَ هَلْ بميزانِ الهُراءِ يُنْصَف ؟
و الكُرسيُّ باتَ فاقدُ الضمير
و نزيلُهُ على الإستبدادِ يسير
واحدهُمْ يَقتل و لا يأسف
فتأكدْ أنَّ في السَّجنِ
ألافٌ مصيرهُم لا يُعْرف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق