الأربعاء، 19 مايو 2021

ساحات الانتظار



 

 


ساحاتُ الانتظار

هذا و أمضي على صفيحٍ ملتَهِب

نعم فإنهُ لا يَهِب إلا نفحة .. بِلا فرحة


مِنْ روحِ ماضيَّ المُنقلب


على ذاتهِ .. تراهُ مثلي كثيرةٌ أنَّاتهِ


يُرمى بساحةِ انتظارٍ بِخِضمِّ حياتهِ


يوماً أو ساعةً لا يكونُ فيها مُنتحِبْ


فلا ضميراً يؤانسهُ و لا واقعُهُ مُستتبْ

هذا أنا و روحي كما جسدي


تنتابني حيرة .. مِنْ عينٍ لا تنامُ قريرة


و أنا ذلكَ الذي أخذَ دورَ المُكتَتِب


فحينَ أجلسُ على مِقعدِ الطبيب


أعرف أنَّ يومَ الآلامِ باتَ يقتَرب


فعن ماذا و ماذا و الصمتُ بليغٌ


يُبلِّغُ ما بلَّغتْهُ دنياي .. ببلاغةِ عيناي


و عقلي و كلُّ مواجعي و روحي


بِلا صرخةٍ و لا عويلٍ لكنها ترتقِبْ


جبيناً كسرتهُ النَّوازلُ وما عاد ينصِبْ

تُراهُ ماذا سيأتي مِنْ شجنٍ جديدٍ


اعتدتُّهُ و أنا على أملٍ بحَمدٍ و شكرٍ


و أنا لربِّ العالمين صابرٌ و محتسِب


يقولونَ لي لما هذا الشّحوب ؟


فهل أنتَ يا هذا إلى اليأسِ تنتسِبْ ؟


قلتُ ألا يا نُخبةَ السائلين كفى


أما القلبُ منَ القساوةِ قد اكتفى ؟


فربّما أشفى و أبيتُ مواسياً و مُطَبطِبْ


هذا عندما تدورُ الدوائر و الموازينُ تنقلِبْ

آهٍ على يراعٍ ذاك الزمانُ كنتُ أحملهُ


حبرهُ يجري في اليراعِ كما العاصي


يجري و يجري بروحي ثمَّ ينسكب


فهل أكونُ بذلكَ الحبِّ مُذنِبْ ؟


و أنا أمضي على صفيحٍ ملتهب


قلبي يرتقِب و عُنُقي مُشرئِبْ


و حياتي لأجلِ حياتي تكتئب


بما جرى و عمرٍ سرى خلفَ الكواليس


كأنما إبليس يُشاطرها خيبةَ ظَنٍّ


إلا بالله فليس لي سواه


ربٌّ كريمٌ رحيمٌ لا أعبدُ إلاه


و أنا لقضائهِ راضٍ و لحكمهِ مُتأهِّب


هذا و أمضي على صفيحٍ ملتهب

✍ عدنان رضوان