الأحد، 27 أغسطس 2017


عامُ الحصاد 

أما حانَ موعِدُهُ 

مِنْ بعدِ عِناد ؟

فالأرضُ أخبرتني 

أنها تَتَّفق مع الخير 

مع أولادِها السنابِلُ و الشَّجر

و مع الغيمات ، و هِبَاتُها من المطَر

فيا أيُّها اليومُ المنتظر

إقتربْ و لا تَخَف 

فهنالكَ الآلافُ من الصالحين

يهيمونَ بيقين

على حبٍّ لا يشوبهُ كدر

و يؤمنونَ بالقدَر

إيتِهِم ولا تتمنَّع

أليسَ من بعدِ القطيعةِ وصلٌ ؟

بعامٍ يُخلِّدُهُ ، بتاريخٍ يكتبُهُ

على أكفِّ الضراعة 

و يكونُ هذا اليومَ مولدُهُ

أما حانَ موعِدُهُ ؟


مسحت رأسي بيديها الصغيرتين و قالت :


يا أبتي … لما صورة وطننا صغيرة على هاتفك ؟
فقلت لها :
يا بنيتي .. صنعوا الهواتف المحمولة ليجعلونا نرى الكبير صغيرا ، و تموت أرواحنا و نحن ننظر ونتأمل ، و نذهب بخواطرنا إلى المجهول
فكيف لا نرى خرائط بلداننا عبر الهاتف و قد جهلنا خرائط رسموها و لم نراها ؟؟؟؟؟!



كل شيءٍ يجعلني أقف على قدمٍ واحدة !
فكيفَ إذاً أستطيعُ المسير ؟
عصاتي إنكسرت ، و الأشواكُ انهمرت على عيوني 
كأنما طحينٌ و رمادٌ بُثَّ في يومِ إعصار .


تيّمتمُ قلبي يا راحلين 

نحو البيتِ العتيق

و الطُّهرُ المُقدّس

نَفَحاتٌ روحانيّة 

في النفوسِ تتكدّس

و الاشتياقُ يأسرُني

يلفُّ على جيدي

طوقُ إحرامٍ

يُنبئُ باقترابِ يومَ عيدي

و أنا المُلوّعُ من الحنين

تيمتمُ قلبي يا راحلين


حينَ قلتُ أنني أنسى

و الزهايمر طرقَ أبوابَ عقلي 
قالوا مجنون !
يوقِدُ جمرَ الكانون
في عُقْرِ الصَّيف
و آلافُ القضايا تغمَّدتها
نِعمَةُ نِسيانِهْ ....
و المجانينُ سيانِهْ
هذا حينَ قلتُ أنني أنسى
و في حقيقتي التناسي
لأجلِ خلاني و ناسي
فما زِلتُ أحتفظ
بحقيبتي المُتْخَمة بالذكريات
طفولة و حكايات
و زقزقةُ عصافيرٍ و أشجار
إلا أنها شَحُبَتْ
في عصرِ المغتصِبْ
بعدما بعثرَ الربيع
في عيونِ مُسِنٍّ
و في أحضانٍ أوَتْ
طفلاً رضيع
يُخبرُ عالماً لا يسمع
يقولُ لهم :
إنْ عدلُكم لم يُنصِفْنِي
و إنَّ عدلَ ربِّي لا يضيع
فكيفَ كرامتي أبيع؟
كلُّ هذا جرى
حينما قلتُ أنني أنسى




علِّم نفسكَ السباحة قبل أنْ تغرق في بركةِ ماءٍ تفيضُ بالذنوب 



لا يمكنُ للصياد أن يحمي الشواطئ في وجهِ القراصنة 
فكلاهما يصطاد و لكن ...
الأول يصطاد السَّمك ليعيش بشرف ، و الآخر يصطاد البشر ليعيش بترف !



ماذا بَعْدْ ؟

و طوفانُ الحنينِ أرهَقني ، و باتَ يحملني إلى جُزُرٍ بعيدة ، تأمُرُني ، تحكُمُنيو تغمُر غربتي المُضطَّربة بالسُّهدكأنَّما لم أُخْلَقْ إلا من رحمِ البُعدْو ما كنتُ منْ قبلُ لأكون مُتمنِّياًبعُنفُوانِ الغد ، و دنيايَ تفيضُ بالصَّدْ ؟فماذا بعد ؟



السَّماء واضحةُ المعالم
يُحيطُها أُسطولُ الملائكة
من غيرِ تمنُّع أو تصنُّع
و لا يسكُنُها إلا الصَّفاء
المُرتدي عبادةَ الخالق
و الكلُّ يُسَبِّحُ بحمد ربه



الكُّلُّ يتجمهَرْ خلفَ الكواليس ليعرف الحقيقة !
نعم .....
الحقيقة التي اختفتْ ما وراءَ نارٍ و دُخَان .
..

فكيفَ لها سيكونونَ ناظرين ؟



لا تُصاحِب الماضي إلا بتفاصيلِهِ ، كي تستطيع رجمَ السيِّئات التي زادتْ حاضرنا تعقيداً



نبحثُ عن أسرارِ الآخرينَ لمُجرَّد أننا نتخفى بزي الصراحة .


{مسرحٌ بِلا جمهور}

أُسْدِلتْ ستائري بآخِرِ فصلٍ على خشبات مسرحِ الدنيا ، كما استنفذت كُلَّ طاقاتي 

و ألهمتني أنَّ الفصل الأول لم يكن على قيودي ، بل كان لأسماءٍ 

تُزَيُّنُ رؤوسَهُمُ القبَّعات و جِيدُهُم المُلتفُّ بالببيونات ، و الفصلُ 

الثاني كانَ لمن ينحدِرُ منْ أصولٍ أشَدُّ قسوة ، بصولاتِهِ و جولاتِهِ 

على فرسٍ مُرَوَّضٍ للقيادة بلا هَوادة ، أمَّا الفصلُ الثالثِ يختَلف ، 

لأنَّهُ كانَ ارتجالِيٌّ برجالاتِهِ ، لا يُسَيِّرُهُم كاتبٌ و لا يقودُهم مُخرج


ليجعلوهُم (كومبارس) و فصلُهُم مقصوصُ الأهداف ، و بلا جمهور !!