الاثنين، 26 مارس 2018

قصيدة الوطن العربي الكبير 

ل عدنان رضوان


وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

و الكِبَرُ يكمُنُ في ساداتِهِ

هوَ آخِرُ و شعوبهُ كمثلِهِ 

و الأول قاداتِهِ

و طنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

إسمُهُ الوطنُ العربي 

شعاراتُهُ غلافاً على الكُتُبِ

يستصرِخْ ثمَّ يُزمجر 

و لا شأنَ لهُ في الحربِ

وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

أعداؤهُ العقلُ و اللسان

و كلُّ ما يخطُّهُ البنان

فلا لحكيمٍ يفوهُ حقَّاً

إصمتْ .. و اصغو للكبيرِ بإذعان

وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

رسَّموهُ على أساس الفراق

و قطَّعوهُ ليكتمِلَ الإشتياق

فكانَ لأشعَبَ و جحا

و أصبحَ لِ علي بابا ليتِمَّ الاحتراق

وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

دمنا لهم .. و حناجِرُنا لهم 

و الهُتافُ لهم و علينا ضريبةُ الموت

و ثمَنِ القبرِ من جيوبِنَا لهم 

وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

أجمعوا على نِكرانِ شعوبِهِم 

قالوا يومٌ لنا و يومٌ عليهِم

فالغدُ القريبِ سنعصرُكُم 

لأننا عربٌ ... فكيفَ لا نبقى 

تحتَ إمرتِهم 

وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

قالوا لنا موطني موطِني

و أضافوا يا (أنا)

و باعوا ضميرُهم المنفصل

ليكون لهم يومَ المنى 

أخذوا أرواحَنا بأناشيدٍ شبعناها 

و ما كانت لنا ... إلَّا أنَّ فيها 

موطِني ... موطِني 

لما فرَّقتمُ شعبَ الضاد

و أعلنتم على أرواحهم الحداد

و هم سقاةَ عِشقٍ لا يزول 

سيوفهم أقلام و دمهم مداد

وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

نعم ... فأنا الأجنبيُّ في وطني العربي

و الحدودُ ألغت إنتماءنا العربي 

سقطنا من عيونِ الأمم التي تقول

كلاشنْ قتلَ ابنَ سينا العربي 

وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

الارهاب باتَ لدينٍ اسمُهُ الإسلام

و الرَّجعيَّةُ باتت لعروبةِ الاستسلام

صدَّروا القواذيرَ و قالوا : حضارة !

و نسوا بأننا أمَّةٌ تعشقُ السلام

أتونا بمسلمٍ و مسيحيٍّ و آشوري

و ادعوا أنهم فرسانٌ تُعلِّمُ الكلام

وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

من سوريا و لبنان أحياؤُهُم باتوا من الأموات

و منَ العراقِ لمِصرَ و اليمن

باتت حضارتُهم في مستنقع الحضارات

و من الجزائر لتونس و ليبيا 

باتوا في الحضيضِ و الحِكايات 

فاسمع ندائي : يا هذا 

ألا نستفيقُ من رقادِنا ؟

ألا نواري أعذارَنا ؟

فهذا شرقنا الجديد بشَّروا بهِ

و نحنُ نقول هذه أقدارُنا 

وطنٌ كبيرٌ بعاداتهِ

ألا من يقينٍ بأنَّ هواتُنا تحْتَضِر ؟

و بالرواياتِ الشهيرة تستتِر

جمهورياتُنا أصبحتْ ممالِك

و دساتيرُنا لفردٍ تقتصِر 

و كُرسيُّ الأولياءِ لا يحتاجُ أصواتنا

فمكتوبٌ عليهِ سيّدكم و لا نعتذر 

فهؤولاء هم مَنْ علَّمونا موطني 

عربٌ و آذانُهُم من طين

لا يصغونَ للخِرافِ لأنهم سلاطين

يحتمونَ بأسيادِهِم ليبقوا 

على عروشِهِم بقيَّة السنين 

نعم ... أجل ... و بَلا 

نحنُ خِرافُ بأنظارِهِم 

و بنظرِ أسيادِهِم من الرجعيين

فلذلك نحن متشبثينَ بعاداتِنا 

و طنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

ودَّعنا بعضنا كَ شُعوب 

و ردَّدنا بأنَّ هذا هو المكتوب 

لأننَّا أنصافُ رجالٍ

ركضنا للأمام و رضينا الهروب 

وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

مِنْ واقعٍ عِشناهُ حياتَنا 

فلما لا نعترف إذاً بالعيوب ؟

عسلُنا لا طعمَ لهُ .. لباسُنا لا شكل لهُ

و كلامُنا هزلٌ و و و و تعذُّرٌ فينا و ما لهُ

إلا السقوطَ ببحرٍ كانَ للعربِ اسمُهُ

و الفعل لسيفِ الغريبِ الذي 

على رِقابنا سلَّهُ

وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

سجونُهُ خمسة من غيرِ نجوم 

قهرٌ ... ذلٌّ .. و تعفُّنٌ بأجسادِنا يدوم

و حقوقُ الانسانِ قطعاً ضائعة 

ما بينَ مخالبِ الجلَّادِ و المحكوم

فأينَ عروبتي التي تقولُ موطني ؟

كُنَّا ببلادِ الشَّامِ نقول

بأنها منارةُ النهى و العقول 

و اليوم بعهدِ الكراسي 

أصبحتْ سفينة بيد رُبَّانٍ مهبول 

فالشام و بغداد قد ناموا 

تحتَ أروقةِ الجاهلينَ فمن المسؤول ؟

أليسَ هو الشَّعبُ المُسيَّر ؟

أَمْ كانَ هو المُخيَّر ؟

بالفعل أننا كأوطاننا حدودٌ و بِلا حلول

وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

بيارقُنا تجتمع فقط في المؤتمرات 

تنديد إستنكار ضد المؤامرات 

التي يبحثونَ عنها في عيشنا 

و ما كانَ فيها مدركٌ للكلمات

يقرأ ما يُبدعُ فيهِ كُلَّ طفلٍ 

و ينسى أنَّهُ ببغاءَ من صنعِ المُخابرات

وطنٌ كبيرٌ بعاداتهِ

جامعاتنا و مدارسُنا 

كلياتُنا و معاهدنا 

مناهجٌ قتلتْ مواهبُنا 

بأساتذةٍ محو معالمنا 

و الشهادات لأولاد الرُّتَب 

و من بعدهِم ما يترتَّب

من بعثرات الواسِطة 

فهل للنهوضِ مكاناً لأمَّتِنا ؟

وطنٌ كبيرٌ بعاداتهِ

أعطِني يا هذا لأعطيكَ ما تشاء 

من المَكرِ و الخداعِ و حتَّى الرياء 

فماذا عن ودادَ عنترةٍ يا تُرى ؟

حتى بعهدِهِ انقطعَ الرَّشاء 

وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

إلى متى نبقى نَعُدُّ أوطاناً تنشطِر 

و نتباهى برؤوسٍ تتطاير و تنكسِر

فدراليَّةٌ .. لبراليةٌ .. إسلاميَّة 

فالكلُّ على قياسِهِ يُقسِّم و يختبِر

سلاحَ ستالين و لم يدري واحدُهم

أننا بسيفِ الغريب ننتحِر

وطنٌ كبيرٌ بعاداتهِ

قلتُ ذاتَ يومٍ عنِ الحُكَّامِ و تلكَ الأصابِع

التي أقسمَتْ و عاهَدَتِ الأديانَ و الشرائع

على أن يحكمون بالعدلِ و القسط

و أن لا يكون فيهِم خائنٌ تابِع

قلتُ عندما قرأتُ made in على تلك الأصابِع

الخُنصُر صنِعَ هنا ، و البُنصر صنعَ هناك 

و الوسطى هنا ، و السَّبابة هناك 

و الإبهام صنع من صمتِ الشعوب

التي تستحقُّ حاكما و من نسلهِ يحكم الجد السابع

قلت ذاتَ يومٍ عن البائع و تلك الأصابع 

وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ

كتبتُ ما رأيتُهُ بيديَّ 

فربما سيكونُ سخطاً عليَّ

أو ربما سيكونُ آخرتي 

أو ربما سينسيني هذهِ القضيَّة 

قضيَّةُ مواطِنٍ بلا وطن 

قضيةُ حسرتي على دولي العربية 

وطنٌ كبيرٌ بعاداتِهِ


#عدنان_رضوان

الاثنين، 12 مارس 2018

مواسم 

و الحبُّ المُضَعضَعُ ثَيِّبٌ تتداولُهُ الذِّكريات على أثيرِ البُقع التي تهافتَتْ مِنْ قبلُ كمسغبةٍ بدارِ حرب غدتْ مُترفةٌ إلا مِنَ الصُّور