(أمي مضيت)
مضيتُ في الماضي كما الحاضر ..
مضيتُ نحوَ ذاكرتي و تلكَ الخواطِر ..
مضيتُ و مضيتُ و مضيْت ..
فأنا أعلمُ أني قد إنتهيْت
من قصصِ البيتِ
الذي كنتُ فيهِ عاصٍ
و لسماعِ الغالية كنتُ قد أبيْتْ
و من هنا مضيت …
مضيتُ و كنتُ صغيرَ الأظفارِ
و كنتُ مالكً لكلِّ شيء …
لإسمي و عقلي … وووو
و حتى لغرفةٍ أردتُّها بلا غبارِ
كنتُ أصرخُ في وجهها
أريدُ و هذا و هذا و تلكَ
و ما قدَّرتُ سنينَ عمرَها
و ظننتُ أني أنا وحدي أكبُر
و إلى حيثُ أريدُ .. وبالصراخِ أعبُر !!
فكم و كم ردَّدتُ بأنانية
هي كبيرةٌ .. مفقودةٌ كما حالُ جيلها …!
ولكن
هنا قد صحوتُ من عمرٍ تبدَّل
و ملامحها بدأت تتبدَّل
و خطواتُ العمرِ لا تتمهل
قلتُ يا أمي .. يا مَن حملتي همي
و قضيتي شهوراً و شهور
بل سنواتٍ و سنوات ..
و أنا مقبلٌ على الحياة ..
فها هم أولادي ..
وجدتهم أمامي و شعرتْ
بأنني الآنَ قد صحوتْ
صحوتُ من بعدِ رقادي ..
ألا فإصفحي يا ركني و عمادي …
قد تداعتْ عليَّ غُربةٌ
و ضاقتْ عليَّ كربةٌ ..
و إستضعفني حالي ..
يا قمر الليالي ..
لأني ظالم … شابح المعالم ..
فسامحيني يا قرة عيني ..
و تمهلي بكل شيء ..
إلا بالرِّضا
فحالُ حصادي … مازرعتهُ بأولادي ..
أمي ..
لي أملَّ باللهِ و فيكي ..
كلما نظرتُ إلى السماءِ أُناديكي ..
فإعلمي يا أمي ..
بأني وهبتُ من دموعي ما وهبتْ ..
و لبيتنا القديمِ ودَّعتْ ..
عزمتُ المجيءَ و ما إستطعتْ ..
فربما أراكي … ذاتَ يومٍ
مع أنني أكرر ..
أني بفراقكِ ودَّعتْ
وطناً … و أنتي الوطن ..
و لأقدامكِ قد قبَّلتْ …
من هنا إلى هناك ..
يا أمي …
كما إنتهى كل شيء
ها أنا قد إنتهيت
حفظك الله يا أمي
ردحذف