الخميس، 24 أغسطس 2017
شهِدتُّ زحفاً لآلافِ الرجال الحالمين
و النائمينَ على وسادةٍ خاويةٍ حتى مِنَ مِرْبَطِ الخيل
الذي عاشَ فتيلَ قصَّةٍ بطلُها (عنترة) ..
عنترة !؟
و حربُ الدَّمِ الواحد ، التي مرَّغتْ سيرتُنا بالإنتقام
و لا زالتْ تمكثُ تحتَ سُلطَةِ الرأسِ الكبير
مِمَّنْ يَحتَضِنُ الرُّجولة (بالشَّارب)
و الأقربونَ أوْلا بالمعروفِ حرباً ! ... لما لا و نحنُ أقارب ؟
كتبتُ على ذلكَ الجدار
إنِّي مقيَّدٌ من جوْرِ الحصار
من جوعٍ غُرِسَ فتكاً بنا
من أرضٍ لم تعُدْ لنا
أَمْ أنَّهُ كانَ حاضرٌ بيننا ؟
بتباعُدِ المِعْصَمِ عن السوار !!
كتبتُ على ذلكَ الجدار
كتبتُ و الجدران دفاتر المجانين
و أنا أعلمْ أنِّي رهينةُ الحنين
و أنَّني ألبِسُ زيَّ التهاوي و الأنين
و كل هذاجعلَ يراعي ينضبْ
يبوحُ ألماً و يكتبْ
عن وطنٍ مسَّهُ الضيمُ بإقتدار
كتبتُ على ذلك الجدار
أنَّني سأموتُ على أريكتي كالغرباء
بعدَ أنْ ولجَ دارُ المخلصين وباء
و باءٌ تكنَّى بإسمٍ ميمٍ و واوٌ و تاء
وباءٌ يقامِرْ على الحياة
على بقائنا في هذه الفلاة
وقد أوجبوا علينا الإحتضار
كتبتُ على ذلك الجدار
كتبتُ أنَّ الفقيرَ في زنازنٍ فرديَّة
أصبحَ يموتُ برداً منْ أجلِ القضيَّة
قضيَّةُ كرامةٍ مُسِحتْ بأوامرٍ عُرفية
قضيّةٌ تكنَّتْ بالغضب
قضيَّةٌ طمسها العرب
كأنما إندثرتْ من فعلِ إعصار
ألا لعنَ الله أصحاب القرار
كتبتُ على ذلك الجدار ................
وطني الجريح ...
متى يُشْفى ؟
متى يعودُ إلينا ؟
متى يستريح ؟
أسألةٌ عمَّنْ سجنتها المظالم
حكمتْ عليها كما علينا
بالوداع ...
و بركوبِ سفينةٍ بلا شراعْ
أسألةٌ عمَّنْ خاضتْ عجائباً
بسبعِ سنوات عجاف
الذي مات ، و الذي لم يفارق الحياة
إلا بالإسم ... و الحقيقة أنه ينتظر
نعوة على روحه السجينه
في غربةٍ فتحها الطغاة
بوجه بلدي ، بوجه كل مدينة
بوجهِ شعبٍ من الآهِ يصيح
فكيفَ إذا نستريح ؟؟
أما نقف بوجهِ الرِّيح ...
حين تعصف
كالمدفع الذي يقصف ؟
كالليل العسير
بلا قمرٍ منير
بلا فجرٍ يعيد لنا أمواتنا
الذين رحلوا بوقتٍ قصير
كلُّ هذا يا أمتي ضاع
و عروبتنا في عهد الإنصياع
تنجرُّ كالخراف ..
و لا يطيب لهم إلا ...
بالحذاء على رؤوسهم
يمجدون أسيادهم ليزداد جلوسهم
و كل هذا متلعقٌ بالتمجيد و المديح
لا تقولوا لي أنَّ رئيساً عربياً فقد كرسيهُ
قبل أن تؤكدوا أن الشعب فقدَ شرعيتهُ
أينما كانَ خطيرةٌ شريعتهُ
فقلي يامن تقرأ ...
سألتكَ بالله كيفَ سيعودُ وطني
و كيف نستريح ؟؟؟
الأربعاء، 23 أغسطس 2017
كيفَ لا أحفظُ عهدَ أبي ؟
و مُنذُ طفولتي ثملُ
أصحو على حكمتِهِ
التي ولَّاها لفِلْذَتِهِ
أقولُها صدقاً
و ليسَ لأنها من صُنْعِ أبي
فكيف لا أحفظُ عهدَ أبي ؟
عندما قال :
يا بنيَّ إسمع
من كان داخلَ الصمتِ يقبع
ففيهِ أسرارٌ تُعَلِّمْ
و منها الحُكماءُ تتعلم
لتكونَ على رأس الحِكمة تتربَّع
فكيفَ لا أحفظُ عهدَ أبي ؟
أو حينما قال :
أنظرْ و تأمَّل
لترى صُورَ العيون التي تتحمَّل
أو ربَّما تتسلَّطْ حسَداً
و ما بين الناسِ بشعورٍ مُرهفٍ تتزمَّل
أرنو بيقينٍ .. ليحفظكَ الله كآيةٍ تتنزَّل
فكيفَ لا أحفظُ عهدَ أبي ؟
و هو مَنْ قال :
أيا ولدي
إنَّ النهار ينتهي بالنَّوم
و الأعذارُ يبغَضُها اللوم
إجعل كلَّ شيءٍ يسير
و لا تترُكِ الحُزنَ يروم
من خاطركَ الذي يحمِلُ طيبةً
لا تُقاسُ بالعددي
و تحمِلُ قوةٌ تتغلَّبُ على الأسدي
فهذا لك ما أُبدي
إحفظ العهدَ يا ولدي
و إحذر ...
فالحِلْمُ يمدُّكَ بملائكةٍ تحميك
و عن الناسِ تُغنيك
فكيف اللهُ لا يأتيكَ بالمددي ؟
هذا ما قالهُ أبي
إن تكالبَ عليكَ أهلُ الرِّقْ
لا توافِقْهُم .. لتبقى على حقْ
و اسعى بمَرضاتِ ربي
الذي سيمحو كلَّ كربي
و تأكَّد ....
أنَّ اللهَ واحدٌ فردٌ صمَدي
لهُ أسماءٌ لا يُشاطرهُ بها أحدي
هو العظيم
و هو الكريم
و هو لأهلِ الشَّرِّ المنتقِم
فلا تستسلِم
و لا ترنو خبيثاً يأتيكَ بالعجبي
قل لهُ : يامنْ حوَّرتَ التينَ إلى عنبي
سيُعطيني الإلهُ فضلاً
و ظُلمُكَ سيكونُ سببي
لتعلمَ أنَّ من فوقنا مُنصِفٌ
إنَّهُ ربي
فكيفَ لا أحفظُ عهدَ أبي ؟؟
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)