الأربعاء، 23 أغسطس 2017
أنْسى
حينَ قلتُ أنني أنْسَى
و الزهايمر طرقَ أبوابَ عقلي
قالوا مجنون !
يوقِدُ جمرَ الكانون
في عُقْرِ الصَّيف
و آلافُ القضايا تغمَّدتها
نِعمَةُ نِسيانِهْ ....
و المجانينُ سيانِهْ
هذا حينَ قلتُ أنني أنسى
و في حقيقتي التناسي
لأجلِ خلاني و ناسي
فما زِلتُ أحتفظ
بحقيبتي المُتْخَمة بالذكريات
طفولة و حكايات
و زقزقةُ عصافيرٍ و أشجار
إلا أنها شَحُبَتْ
في عصرِ المغتصِبْ
بعدما بعثرَ الربيع
في عيونِ مُسِنٍّ
و في أحضانٍ أوَتْ
طفلاً رضيع
يُخبرُ عالماً لا يسمع
يقولُ لهم :
إنْ عدلُكم لم يُنصِفْنِي
و إنَّ عدلَ ربِّي لا يضيع
فكيفَ كرامتي أبيع؟
كلُّ هذا جرى
حينما قلتُ أنني أنسى
إليكِ قلبي
فأنتِ سيدتي
و أنتِ في دنيايَ مؤنِسَتي
و أعرف أنَّ القلبَ إليكِ قليلا
إلا أنَّهُ باستحياءِ القول
خفقانهُ أصيلا
و قد إعتاد على الوفاء
على أرواحٍ تُعانِقُ السَّماء
على فرسٍ خاضَ معاركاً
فجدِّي خالداً ، و خيلُهُ بلقاء
إنْ لم تعرفيني ...
إسألي حِمصَ ...
فجُدْرانُها تشهد
أنَّ من أرضِها يخرجُ الصَّهيلا
و كم من عاشقٍ
فِدى حبِّها طاحَ قتيلا
تخلَّجتْ أوصافنا
و اتسعَتْ أصقاعُنا
أما أصبحنا سِلعةَ قولاً و قيلا؟
أحسِني إلى قلبي
و تقبَّلي عزائي إن لم تقبلي
فأنا كما غيري
و نهرُ العاصي دَماً في شريانِ يجري
لأرضي حنيني
و غيرها لا يُغنيني
فهذا أمرٌ يعنيني
إن لم ترتضي ..
ليَ أرضي ..
و ليَ أشجارٌ فيها
و عشقها للظمآنِ سبيلا
و من قلبي ترفض الرحيلا
الفُنجان
غادرتُ وطني و يدايَ ترتجفانْ
و بجُعبَتي ذكرياتٌ تملأُ الفُنجان
فنجانٍ أصبحَ يتَّسِعُ لكلِّ الأوطان
و أصبحَ يُشبهُ وطني بكلِّ شيء
شيءٌ منِّي و أشياءٌ منهُ إنْ شِئْتْ
فلِما لا أقولُ يا أُمةَ المليارِ تعبتْ ؟
تعبتُ و أنا أُقلِّبُ أوراقَ التقويم
أسابقُ اللَّحظات ، و تلكَ الخَطوات
التي هذَتْ هكذا حتى إستوطنتْ
بضياعٍ و إنصياع ذلكَ الإنسان
و دماثة الخُلقِ في عالم النسيان
في وقتٍ بِهِ أبحثْ
أبحثُ عن الماضي
و في عباءةِ القاضي
و أنا بلا مكانٍ و لا عنوان
أحملُ هَمِّي ، و إشتياقي لأمِّي
و باللهِ أسَمِّي ، منْ شرٍّ ألمَّ بألمي
أليستْ البَغضاءُ سادتْ
و خفافيشُ الليلِ عادتْ
كأنَّما الحُلُمُ بزوالهِم ما كان ..
و الطُّرُقاتُ تلتهِمُها النيران
تحتَ ظلالِ طائراتهم العُدوانيَّة
و حربٍ تقودُها الطَّائفيَّة
هذا يفتخر بالعشائريَّة
و آخر بالمدنيَّة
و نسوا أنهم على ذات السَّدان ؟
و المفارقةُ فقط بالألوان
لونٌ داخلُ وطني يخون
و في الخارجِ هائجٌ مجنون
و كيفَ لا أيها العُميان ؟
أما الحقيقةُ تقولُ أنهما إثنان
يدخلونَ في قصةِ الشيطان ؟
و وجهِهِمَا مرسومٌ على الحيطان ؟
وجهٌ في بلدي يحكُم
و في الغربة حقيرٌ يَشْتُمْ
يحملُ العَداءَ و يُحاربُ الأديان
فبأيِّ آلاءِ ربِّكما تكذِّبان ؟
الشجرة الجوفاء
شجرة جوفاء ..
مليحةُ القوام …
تقف شامخةً بلا أقدام …
شجرةٌ تظهرُ و كأنها ميِّتة ..
من عهد السلاطين ..
الذين كانوا من الزاهدين …
شجرة تعانق السماء
و لكنها جوفاء..
نظرتُ إليها و تعجَّبتُ أنها لا تزال صامدة
و نقراتٌ من أصابعي لها ترنُّ … كأنها خاوية ..
بتُّ أسألُ نفسي ..:
سبعمائةِ عامٍ مع السلاطين …!
أكانتْ ساجدة ..؟
لله ربُّ السماء …
بالرغم من أنها شجرة جوفاء …
لما لا …. و من عهد الأنبياءِ
هنالكَ الأماكن .. و النبات ..
لا كدراً يشوبهم ..
و مكتوبٌ عليهم النقاء …
و هذهِ الشجرة دليلٌ ….
ماتت … و لا تزال واقفةٌ بلا إعياء ..
شجرةٌ جوفاء …
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)