رمز رضوان رسالتي إليكم هي رسالة { أدب فكر و هوية } أهلا بكم رمز رضوان
HTML Free Code Html Free Codes

الأربعاء، 23 أغسطس 2017

أعيش  

أعيشُ كغيري 

على الذِّكرى 

بِحَفْنةٍ  منْ  

عمرٍ  تعَرَّى

لأمضي بذاكرتي

مطارِدٌ  لها 

مُتشبِّثٌ بها 

باحثٌ عنها 

بروحِ شَجَرة

سقيتُها ذاتَ يومٍ

مُذْ كانَتْ أمامي

تَرُدُّ عليَّ سلامي

و لا تهابُ هبَّةٌ تعوي

و لا تسْقُطُ بألفِ عَثَرة

فماذا جرى ؟

لأرى بَزْخَها بعيني

تتَدَنَّى حَجَرةٌ حجرة

و ماذا أرى ؟

و أجداثُها بازديادٍ 

فكيفَ أُحْرَمُ مِمَّن

عشقتها بِنظرة

لا تتسوَّف ...

ومنها أولادُها تتثقَّف ...

ثقافةُ المُحِبِّ بالفِطْرة

ثقافةُ الدَّراويش 

التي خُطفتْ 

على حينِ غِرَّة

أعيشُ على الذِّكرى

أنْسى

حينَ قلتُ أنني أنْسَى
و الزهايمر طرقَ أبوابَ عقلي
قالوا مجنون !
يوقِدُ جمرَ الكانون
في عُقْرِ الصَّيف
و آلافُ القضايا تغمَّدتها
نِعمَةُ نِسيانِهْ ....
و المجانينُ سيانِهْ
هذا حينَ قلتُ أنني أنسى
و في حقيقتي التناسي
لأجلِ خلاني و ناسي
فما زِلتُ أحتفظ
بحقيبتي المُتْخَمة بالذكريات
طفولة و حكايات
و زقزقةُ عصافيرٍ و أشجار
إلا أنها شَحُبَتْ
في عصرِ المغتصِبْ
بعدما بعثرَ الربيع
في عيونِ مُسِنٍّ
و في أحضانٍ أوَتْ
طفلاً رضيع
يُخبرُ عالماً لا يسمع
يقولُ لهم :
 إنْ عدلُكم لم يُنصِفْنِي
و إنَّ عدلَ ربِّي لا يضيع
فكيفَ كرامتي أبيع؟
كلُّ هذا جرى
حينما قلتُ أنني أنسى


إليكِ قلبي 

فأنتِ سيدتي 

و أنتِ في دنيايَ مؤنِسَتي

و أعرف أنَّ القلبَ إليكِ قليلا

إلا أنَّهُ باستحياءِ القول 

خفقانهُ أصيلا

و قد إعتاد على الوفاء

على أرواحٍ تُعانِقُ السَّماء

على فرسٍ خاضَ معاركاً

فجدِّي خالداً ، و خيلُهُ بلقاء

إنْ لم تعرفيني ...

إسألي حِمصَ ... 

فجُدْرانُها تشهد

أنَّ من أرضِها يخرجُ الصَّهيلا

و كم من عاشقٍ 

فِدى حبِّها طاحَ قتيلا

تخلَّجتْ أوصافنا 

و اتسعَتْ أصقاعُنا

أما أصبحنا سِلعةَ قولاً و قيلا؟

أحسِني إلى قلبي

و تقبَّلي عزائي إن لم تقبلي 

فأنا كما غيري 

و نهرُ العاصي دَماً في شريانِ يجري

لأرضي حنيني 

و غيرها لا يُغنيني

فهذا أمرٌ يعنيني 

إن لم ترتضي .. 

ليَ أرضي ..

و ليَ أشجارٌ فيها 

و عشقها للظمآنِ سبيلا

و من قلبي ترفض الرحيلا


الفُنجان

غادرتُ وطني و يدايَ ترتجفانْ

و بجُعبَتي ذكرياتٌ تملأُ الفُنجان

فنجانٍ أصبحَ يتَّسِعُ لكلِّ الأوطان 

و أصبحَ يُشبهُ وطني بكلِّ  شيء

شيءٌ منِّي و أشياءٌ منهُ إنْ شِئْتْ

فلِما لا أقولُ يا أُمةَ المليارِ تعبتْ ؟

تعبتُ و أنا أُقلِّبُ أوراقَ التقويم

أسابقُ اللَّحظات ، و تلكَ الخَطوات

التي هذَتْ هكذا حتى إستوطنتْ

بضياعٍ و إنصياع ذلكَ الإنسان

و دماثة الخُلقِ في عالم النسيان

في وقتٍ بِهِ أبحثْ

أبحثُ عن الماضي

و في عباءةِ القاضي

و أنا بلا مكانٍ و لا عنوان 

أحملُ هَمِّي ، و إشتياقي لأمِّي

و باللهِ أسَمِّي ، منْ شرٍّ ألمَّ بألمي

أليستْ البَغضاءُ سادتْ 

و خفافيشُ الليلِ عادتْ 

كأنَّما الحُلُمُ بزوالهِم ما كان ..

و الطُّرُقاتُ تلتهِمُها النيران

تحتَ ظلالِ طائراتهم العُدوانيَّة

و حربٍ تقودُها الطَّائفيَّة

هذا يفتخر بالعشائريَّة

و آخر بالمدنيَّة 

و نسوا أنهم على ذات السَّدان ؟

و المفارقةُ فقط بالألوان

لونٌ داخلُ وطني يخون 

و في الخارجِ هائجٌ مجنون

و كيفَ لا أيها العُميان ؟

أما الحقيقةُ تقولُ أنهما إثنان

يدخلونَ في  قصةِ الشيطان ؟

و وجهِهِمَا مرسومٌ على الحيطان ؟

وجهٌ في بلدي يحكُم

و في الغربة حقيرٌ يَشْتُمْ

يحملُ العَداءَ و يُحاربُ الأديان

فبأيِّ آلاءِ ربِّكما تكذِّبان ؟


الشجرة الجوفاء

شجرة جوفاء ..
مليحةُ القوام …
تقف شامخةً بلا أقدام …

شجرةٌ تظهرُ و كأنها ميِّتة ..
من عهد السلاطين ..
الذين كانوا من الزاهدين …
شجرة تعانق السماء 
و لكنها جوفاء..

نظرتُ إليها و تعجَّبتُ أنها لا تزال صامدة
و نقراتٌ من أصابعي لها ترنُّ … كأنها خاوية ..

بتُّ أسألُ نفسي ..:
سبعمائةِ عامٍ مع السلاطين …!
أكانتْ ساجدة ..؟
لله ربُّ السماء …
بالرغم من أنها شجرة جوفاء …

لما لا …. و من عهد الأنبياءِ
هنالكَ الأماكن .. و النبات ..
لا كدراً يشوبهم ..
و مكتوبٌ عليهم النقاء …
و هذهِ الشجرة دليلٌ ….

ماتت … و لا تزال واقفةٌ بلا إعياء ..
شجرةٌ جوفاء …