الأربعاء، 23 أغسطس 2017
املئي سيِّدتي
املئي كوبي ببَعضٍ من العذوبة ، التي غادرتْ مُنذُ زمن
و أخذتْ مكانها في جوفِ الأرض ما بين الصخور الجَّافَّة
املئي كوبي لتسقيني شُربةً تُسْكِرُني
تأخذُني إلى عالمٍ مُختلف ، ليس لهُ حدود
و لا يحتاج تأشيرةَ دخولٍ إلى عالمكِ المعطاء
أسرِعي و لا تتردَّدي ، لأنِّي إنسانٌ يعيشُ في جزيرةٍ
داخلَ بحرٍ مالح ، تحاوطُهُ الأسماك ، لا يملكُ إلا فناءً
و بعضاً منَ الأوراق ، و قليلٌ من الحبرِ الذي لا يروي عطشي
أنظري .. تأملي .. و استهلِّي وجودي بكأسٍ يشفيني
يُزيلُ شكِّي و يُرسِّخُ بالحبِّ يقيني
جئتُها
جِئتُها و هي ترفُضُ
أن تقولَ أتاني
جِئْتُ لأخْبِرُها
لأُقنِعُها أنِّي رشاؤُها
و ما كُنتُ أنا الجَّاني
جئتُها و هيَ ترقُصُ
على أوتارِ صبري
بسبعِ سنينٍ أُغازلُها
أُنادِمها ، بسالِفِها
و قلبُها مِنَ اللُّبِّ نَساني
جئتُها و على بابِها
أسألُهَا عنِ الخوالي
عن بُقعةٍ تعرفني
و عنْ خيوطِ الشمسِ
التي حَجَبَتْ مكاني
جئتُها أنتظرُ امرأةً
أحببتُها و ما رُزِقتُ منها
إِلَّا ذكرياتٌ و طفولةٌ
و براءةٌ و بساطةٌ
و تعنُّتُ الإنتظارِ جفاني
قلتُ سأسقيها شوقاً
لأنهلَ كأسَ عشقاً
أرتوي منهُ لأروي
فأبى الكأسُ و ما سقاني
أيا أرضي ما رضيتي
فكيفَ تَرْتَضِي لأُرْضِي
سبيلَ رُشدٍ ضائعٍ
بخواطرٍ أنْهَكتني
و النثرُ منها ازدِراؤهُ أعماني
أينَ تكونُ و الحربُ
تستعِرُ أينما تواجدَتْ
ذِكْرَياتي حيثُ كانتْ
بلحنٍ جميلٍ
الحبُّ فيها أعظمُ ألحاني
و نوتتي أحرقها بُعدٌ
رمادها يكتبني عنها
و يُسْلِفُها ألماً مزرياً
يُآجِرُها فُراقاً
و العِتابُ ما اعتادهُ لساني
رجال الأمس
من سالف العصر كان
و من كان ؟؟؟
في ذاك الزمان ؟؟
حينَ كنَّا نلهو و نلهو ..
ما بين كبيرٍ و طفلٍ يحبو
و كنا نأكل التفاحَ و الرمان
من سالف العصر كان ..
كان في أكثر الأحيان
يسترسل لغة الإمكان
كل شيءٍ ببساطةٍ يصبح حقيقة
أهيَ الأخلاق أم النوايا الرقيقة ؟؟
و قد كانت الجارة بمثابة الشقيقة ...؟
تتوزع فيما بينهم الأفراح و الأحزان
من سالف العصر كان
أحمد و عيسى و موسى أخوة
يزينهم التواضع و المروءة و النخوة
صغيرهم كبير ، و الكبير في عصرنا ...... رخوة
سأقولها بالفم الملآن
أن زمان الرجال غاب يا إنسان
من سالف العصر كان
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)