حجر على حجر
لم أُخبر أحداً عن أحلامي
التي بنَيتُها حجر على حجر
كتَبتُها بأهدابي و رسمتُها بريشةِ طيرٍ عابرٍ
دواتُها قلبي و الحِبرُ مِنْ عبراتِ المطَر
فقط أخبرتهم يوم ضياعي
عندَ المحطّة المهجورة
غادرَ القطار و أنا في خانةِ الإنتظار
أنتظر أحلامي الرّاقدة فيهِ
واقعي الجديد المنحني
أُكافحُ لأبقى صامداً كالسِّنديان و الجوز
الريِّح تعصف و لا تعطِف عليَّ
و أوصالي يَبوسةٌ تُشبه أغصان الشجَر
و أنا مَنْ باتَ في الذَّاكرةِ
الخاوية فراغاً موحشاً
لم يحتَفظ بشيءٍ ليُذكَر
فماذا أتَذكَّر و الحاضِرُ
يُسابقُ الماضي و المُستَقبَل
و لا يَقبَل بأنصافِ الحلول
و الكائنات النَّاعسة تذكُرني بأوقاتٍ غارقة بالفراغ ...............
فكيفَ أُخبرهم ؟ و أفكاري تشَظَّت و انشطَرَت
على الشَّواطئ الممتدَّة حتى مُهجتي ...
نعم يا سادتي فإنّي أنامُ على وسادتي
و أحلُم ثمَّ أحلم ثمَّ أحلم و لا أكتفي
ففيها الأمانات تغفو على كتفي
تَنشُدُ ذلكَ الإنسانُ الذي بالنّاسِ تَعثّر
لقد اكتفيتُ مِنَ السّنين
و ما حَمَلَتْهُ لي مِنَ الأشخاص الخطأ
فكم مِنْ رازحٍ سقَتهُ يميني
يرتوي ثمَّ ينوي ما لا ينويهِ القدَر
يُذيبُ أحلامي كقِطعةِ سُكَّر
هذا أنا و أنا على مرقدي
أُجِيزُ الصَّمتَ و أحتمي ببصيرتي
و أعتَبِر من شاردات الخيال
أتحدّى لمَحَات من خاطري بالكادِ تتكَسَّر
يا ويحَ قلبي إذ دعا أهلَ الهيامِ بحبٍّ
تراني أخطأتُ الهوى و فيهِ فُتاتي تبعثَر
هذه أحلامي قبلَ منامي عليها سلامي
لَوَتْ عظامي و على هذا سَأؤجَر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق