الخميس، 17 سبتمبر 2020

إلى متى ؟



إلى متى ؟

تبقى الأحزانُ منسُوبةٌ إلينا


بلادُنا ليسَتْ لنا


أنتَ و أنتِ و أنتم أنتُنَّ


و هم و الغربةُ


و الحالُ و الأحوالُ

كُلُّهم كلُّهم علينا


هذا و نحنُ لَمْ نأبى


حياةً باذخةَ الحبِّ و العطاء


باتَتْ أبجديَّتُها مقصورةٌ


تقتبِسُ نهاياتُها بالياء


فكيفَ إذا أبيْنَا ؟؟


إلى متى ..

ستبقى ذاكرتُنا أسيرةُ الماضي ؟


ليسَ تمنُّعاً ... و لا تعنُّتاً


فهذا حِكمةٌ مِنَ القاضي


ربنا و ربكم و أنا بقضائهِ راضي


لكنَّ ذاكرتي لا تُفصِحُ


عن طِفلٍ أصبحَ مِلكُ الأوقاتِ و السّنوات


الطفلُّ شبَّ و شعري شابَ و أنا أنتظِر


قُبلةٌ مِنْ تجاعيدِ يديها


و غرغرةٌ في عيْنَيها


فهل ستراني ؟


ربّاهُ ....


إلى متى ....؟

و الأحمالُ لا تُحصى ... بعددِ النجومِ


العمرُ لا يكفي إن أحصيْنا


نعم أخطأنا ... حينَ ظنَنَّا أنَّ غربتَنا


تمحو عروبتَنا ...


و تُسقِطُ الضَّاد ... مِنْ ثغرِ العِباد


كلُّ هذا و لم نتعلَّم


أنَّ أظفارَهُم مُستعارة


و كلُّها لا تتقلَّم ....


حتَّى الصّدقُ على أفواهِهِم يتلعثم


و الحبُّ في قلوبِهِم لا طعمَ لهُ


و الإيمانُ لا شكلَ لهُ ...

و في حديثِهِم مجتمعاتٌ تتقسَّمْ


و صرَخاتُنا تُصغى بآذانِ أبكم


فهل يسمعونا حينَ نتألّم ؟


فإلى متى ؟

و نحنُ في بلدِ السُّكرِ و السُّكَّر


و أرواحُنا شيئاً فشيء تتقهقَر


فماذا بوسعِنا أنْ نتذكَّر ؟


إلا حاراتُنَا القديمة .. مدرستُنا


و حبلُ بنبون و لفةُ زعتر


فهذي تُعيدُ أرواحَنَا


إلى وطنِ الحب .. ذكرياتهُ تذوبُ في القلب


كَ قِطعةِ سُكّر ...


و قبرُ والدي يُنادي


ألا فاسقِني يا بُني .. تعالَ إلي


لأراكَ باسماً .. سالماً


فَلقد غادرتُ دُنيايَ


و أنتَ بعيد ...


فما أنا و ما أنت ؟


فأنتَ تُشبهُني لأنكَ مِثلي وحيد


آهٍ أيا دنيا الغريب


فإلى متى ؟

و قصائدي تُكتَبُ همساً


تكتفي بصريرِ الأقلام


يقرأها ضرير ... و الناسُ نِيَام


يابن بلدي تعالَ فهذي يديَّ


تُمدُّ إليكَ ... فكن معي و لا تكن عليَّ


يكفينا تمرُّدُ الأيام


و الجفا قد نفى


وِحدتَنا بفرِّق تسُد ... حتى لا تَعُد


إلى أصلكَ .. يا أخي فهذا حرام


أنْ نكون كما هم أرادوا


حُكِمَ علينا بالظلام


و منْ ثمَّ نقول


على الدنيا السلام


آهٍ .. فإلى متى ؟


✍ عدنان رضوان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق