السبت، 20 يونيو 2020

أنا متعبٌ

أنا متعبٌ
و خاطري الزُّجاجيُّ تَكسَّر

قلبي و وجدي .. عقلي و لُبِّي

كياني تشَظّى و بلحظةٍ تبَعثَر

فهل لكَ يا سيدي أنْ تتذكَّر ؟

حينَ جمَعتُ بعضاً مِنْ مُهجَتي
زِدتُّ بهِ يراعي .. لأكتبَ إليكَ

أنَّكَ أخي و صديقي ... و مُبتغاي

في دُنياي ... مِنْ قبلِ الجَّفى المُختبِئ

خلفَ أسوارِ المَلَل
نيَّةٌ أحبطَتِ العَمَل

فكَم و كم أسررتُ إليك ..

أنني مشتاق .. و حاجتي أن أراك

أراكَ بارداً كَ شتاءٍ قارصٍ

لا يُدفئهُ حنينٌ و لا أشواق

نعم ياسيدي أنا مُتْعَبٌ
و قصائدي أتلوها بجناحِ الظَّلام

أُقاسِمُهَا وداداً ... تُقاسِمُني سُهاداً

أجعلَهَا حقيقةً ... تجعلُنِي أوهام

فكيفَ لا أكونُ يا سيَّدي مُتعَبٌ؟
و قدَ هَزَمتَني

في البُعدِ عنِّي .. هذا لأَنِّي ...

شُحوبٌ أسودٌ .... يَنتحبُ الأوصاف

عيوني المُقترنة بأهدابي و جفوني ..

في يومِ جنوني
أخطأتَ باعتباري عاقلاً

و الخطأُ عندَ العاقلينَ لا يُغتَفَر

أمَّا المجانينَ فهم وقودَ حبٍّ ماثلٍ

في غياهِبِ الروحِ .. ما بينَ الضلوع

كَ أوراقِ دفاتري بيضاء

لا حبراً يَشوبُهَا
و لا سَطرٌ فيها يتسَطَّر

فيا أنا .. مَنْ أنا ؟
و أنا من الحياةِ مُتعَبٌ

مِنْ صِدقٍ أدارَ ظهرَهُ لي

كنتُ قد خشيتُ رحيلَهُ

الآنَ رحَلَ و لن يَعُد ...

ماذا خبَّأتَ لي بصدرِك

و داخلَ صدري مَذبحةٌ

شهداؤها قلبي و وجدي .. عقلي و لبّي

ذكرتُهم لكَ أعلاه .... مالي سوى الله

فأنا طريقُ تعَبٍ .. ما سَلكني صاحبٌ

إلا و غادرني مهرولاً ... على وطأةِ آلامي

فهيَ كلُّ يومٍ نوتتي و أنغامي

آهٍ و الآهُ تزدريني .. و حظِّي مِنْ دنيايَ سقمٌ

بروحي و بالجَسَدِ تعثَّر

ثمَّ أقامَ في داخلي ..  و خليلي تغيَّر

لا عليكَ فأنا مُعتاد ...
فَبعدَ السَّلامِ حضورٌ و بعدَ الحضورِ وداع

سفينتُنا مُرهِقَةٌ ... إذْ أنَّ الرّياحَ ساكنةٌ

كيفَ تسيرُ إذاً بلا شِراع.... ؟

و قوامُها تَشَطَّر ... لكنَّ ذكراها كَ قِطْعةِ سُكَّر

تذوبُ في ذاكرتي .... و ريحُها مِسكٌ و عنبَر

ستبقى أخي الذي أتذكَّر ..

لكنّني أنا ... أنا مُتعبٌ ...
عدنان رضوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق