لماذا لا يعرفون قدرنا إلا عندما نرحل ؟
وحين نرحل يعيشون ذكرانا في ثلاثٍ
في أربعين في سنة واحدة بلا تبعات
و بقيَّة الأيامِ تدخل ذاكرتهم في سُبات ؟
كأنـمـا يـقفون أمـام عـقـارب الساعـات
يـعـدُّون كـم مـضـى مـن أعـمـارنـا
و كم بـقـي حـتـى تُنصفنـا أقـدارنا
لنكون كغيمة صيفيّة الملامح
تمطرُ نِسياناً و تنهملُ بلا هوادة
على ضمائر السائرين بينَ الحروف
لماذا ينكرونَ ما تعبنا لأجلهِ سنوات
أقلامٌ و أوراقٌ و أحلامٌ و حنين
كلهم يحملونَ صوتاً ثقيل عليهم
يبحثون ما بين السطور من هفوات
رغم أنَّ المدادَ من دمي
و الدّمُ على أبناء العمومة ثقيل
من عهد البسوس نالوا من بعضهم
و أمام الحضاراتِ نصبح آيات
لماذا ينتزعونَ القلوب مِنْ سرائرها
و يمكرونَ دفاترنا لتموت الكلمات
على أوهام الرؤى حيث مصيرنا
فماذا أكتب و قافيتي ارتشفَها التجاهل
تموت و تموت و نحن على قيد نتنفَّس
يسألونَ عن الرحيل ...
و الرحيلُ عنه لا يُسأل ...
ألا تُكرمونَ قبل فوات الأوان
فـإنّ الـمـوت يُـغـيّـب ..
و التكريمُ بعد تغييبٍ لا يعيدني إلى الحياة
فلماذا لا يعرفون قدرنا إلا عندما نرحل ؟