تبقى الأحزانُ منسُوبةٌ إلينا
بلادُنا ليسَتْ لنا
أنتَ و أنتِ و أنتم أنتُنَّ
و هم و الغربةُ
و الحالُ و الأحوالُ
كُلُّهم كلُّهم علينا
هذا و نحنُ لَمْ نأبى
حياةً باذخةَ الحبِّ و العطاء
باتَتْ أبجديَّتُها مقصورةٌ
تقتبِسُ نهاياتُها بالياء
فكيفَ إذا أبيْنَا ؟؟
إلى متى ..
ستبقى ذاكرتُنا أسيرةُ الماضي ؟
ليسَ تمنُّعاً ... و لا تعنُّتاً
فهذا حِكمةٌ مِنَ القاضي
ربنا و ربكم و أنا بقضائهِ راضي
لكنَّ ذاكرتي لا تُفصِحُ
عن طِفلٍ أصبحَ مِلكُ الأوقاتِ و السّنوات
الطفلُّ شبَّ و شعري شابَ و أنا أنتظِر
قُبلةٌ مِنْ تجاعيدِ يديها
و غرغرةٌ في عيْنَيها
فهل ستراني ؟
ربّاهُ ....
إلى متى ....؟
و الأحمالُ لا تُحصى ... بعددِ النجومِ
العمرُ لا يكفي إن أحصيْنا
نعم أخطأنا ... حينَ ظنَنَّا أنَّ غربتَنا
تمحو عروبتَنا ...
و تُسقِطُ الضَّاد ... مِنْ ثغرِ العِباد
كلُّ هذا و لم نتعلَّم
أنَّ أظفارَهُم مُستعارة
و كلُّها لا تتقلَّم ....
حتَّى الصّدقُ على أفواهِهِم يتلعثم
و الحبُّ في قلوبِهِم لا طعمَ لهُ
و الإيمانُ لا شكلَ لهُ ...
و في حديثِهِم مجتمعاتٌ تتقسَّمْ
و صرَخاتُنا تُصغى بآذانِ أبكم
فهل يسمعونا حينَ نتألّم ؟
فإلى متى ؟
و نحنُ في بلدِ السُّكرِ و السُّكَّر
و أرواحُنا شيئاً فشيء تتقهقَر
فماذا بوسعِنا أنْ نتذكَّر ؟
إلا حاراتُنَا القديمة .. مدرستُنا
و حبلُ بنبون و لفةُ زعتر
فهذي تُعيدُ أرواحَنَا
إلى وطنِ الحب .. ذكرياتهُ تذوبُ في القلب
كَ قِطعةِ سُكّر ...
و قبرُ والدي يُنادي
ألا فاسقِني يا بُني .. تعالَ إلي
لأراكَ باسماً .. سالماً
فَلقد غادرتُ دُنيايَ
و أنتَ بعيد ...
فما أنا و ما أنت ؟
فأنتَ تُشبهُني لأنكَ مِثلي وحيد
آهٍ أيا دنيا الغريب
فإلى متى ؟
و قصائدي تُكتَبُ همساً
تكتفي بصريرِ الأقلام
يقرأها ضرير ... و الناسُ نِيَام
يابن بلدي تعالَ فهذي يديَّ
تُمدُّ إليكَ ... فكن معي و لا تكن عليَّ
يكفينا تمرُّدُ الأيام
و الجفا قد نفى
وِحدتَنا بفرِّق تسُد ... حتى لا تَعُد
إلى أصلكَ .. يا أخي فهذا حرام
أنْ نكون كما هم أرادوا
حُكِمَ علينا بالظلام
و منْ ثمَّ نقول
على الدنيا السلام
آهٍ .. فإلى متى ؟
✍ عدنان رضوان