عدنان كمال رضوان كاتب وشاعر سوري أمريكي ، حاصل على وثيقة إكمال التدريب الصحفي من NBCU ACADEMY في الولايات المتحدة عام 2025 ، ولد في مدينة حمص بحي باب تدمر
أحد أحياء حمص القديمة و مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية
للتواصل و الاستفسار عبر البريد الإلكتروني (الإيميل)
adnan.radwan@yahoo.com
الصفحات
▼
الأربعاء، 20 أغسطس 2025
《 "الحياة" ما بين الحقوق و الواجبات 》
الحياة ! ماذا نعرف عنها ؟ ربَّما أكثرنا يعرف عنها الكثير القليل ! و هُنَا تكمُن المشكلة حينَ نعلَمُ عنها أنَّها سبيلُ عَيشِنَا و أرضيَّتُنا للبقاء على قيدِهَا مِنْ غيرِ الدُّنو مِنْ تعاليمِهَا الفريدة . فما الحياةُ إذاً ؟ الحياةُ هيَ القاعدة المُستمِرَّة المُتواردة والمتوارثة كَيْف ؟؟؟ كَوْنُها ركيزة أساسيَّة مستمِرَّة مِنْ بدءِ تكوينِ المعمورة مُتواردة إلى أن يشاء الله لكلِّ الكائنات الحيَّة ، و مُتوارثة مِنَ الحيِّ يُخلَقُ الحي ، و الحيُّ يأتي بِميِّتٍ ساكن أي (الجماد) . # ما بينَ الحقوق و الواجبات * حقوقُنَا عليها : لا حقوقَ لنا و نحنُ نعيشُ على قيودِهَا ، مُلتزمينَ بقوانينٍ سُنَّتْ كَ ضريبة المكان الذي نعيشُ فيه . * حقوقُهَا علينا : حقوقُهَا كثيرة و كثيرة جداً ! و هنا تكمُن المفارقة عندما تعطينا الحياة حقَّ العيش في كنفها لا بُدَّ مِنْ إكرامِهَا و الحذَر مِنْ بَخْسها حقِّهَا و التعامل معها على أنَّهَا رَحِمٌ يحملُ مِنَ الأيامِ تِعداداً إلى أنْ يأمر الله بانتهاء الأجل ، و أنَّ أمرهُ كانَ مفعولا . * واجباتُنا عليها : لا واجِبَاتٌ لأنها تكَوَّنَت مِنْ شِقَّيْن (دنيوِي و أُخرَوِي) و هي الأرضيَّة الخِصبة التي أنبَتَتْ العيش على أساسِ الزَّوال في النهاية يومَ أنْ يرث الله الأرضَ و ما عليها و لا سِيَّمَا أنها مِنْ مخلوقاتهِ الأولى . * واجباتُهَا علينا : و مِنَ الواجباتِ ما يخضَع للتَّصَوُّر و تبنِّي الفرضيَّات و التي بدورِهَا ما تختلِفْ مِن شخصٍ لآَخر ، و هذا يتبَع لعدّةِ عوامِلْ منها البيئيّة و الاجتماعيّة و التركيبة الأسريَّة للفرد . * دورُ الإنسان و نظرته المُتشعِّبة للحياة . الإنسان هو اللَّبِنَة الأساسيَّة في مجتمعاتٍ مختلفة و الإختلافُ هُنَا يؤتى كَ حلقاتٍ مرتبِطة ببعضِهَا لكن لكلِّ حلقةٍ منها فاصل يقبَلْ الإنفصال عندما يأكل الحلقاتِ الصَّدأ ، أو تُضرَب بِبعضها بقصد الفصل بِحُكْمِ (الديموغرافية أو العقائديَّة أو البيئية أو المجتمعيَّة) و التي تنقسمُ لقسمَيْن (النُّفوذ المالي - السّطوة الإجتماعيّة) و هذا ما يَخلُقُ الخِلافَ ضمنَ مبادئِ الاختلاف و التي تتشابَه ، مِمَّا يجعل نظرةُ الإنسان غير واثقة و مُتضاربة و متشعّبة بالنّسبةِ للحياة . * إضطهاد الحياة !؟ ربما تتعجّب أو تتساءل صديقي القارئ هل تُضطّهدُ الحياة ؟ كيفَ و مَن يضطّهدها ؟ نعم سيداتي و سادتي إنَّ الحياةَ تُضطَّهَد مِنْ بني البشر كيف ؟ لنبدأ مِنَ الفَرد في الدائرة الضّيِّقة 1- الفرد السَّطحي 2- الفرد العميق مَنْ هو الفرد السَّطحي ؟ هو الذي يَرى بعينٍ واحدة ، من رُكنٍ واحد ، ثمَّ يبني النتيجة على أساسِ رؤيتهِ و التَّنصّل مِنَ الاحتمالات و الدّلالات الإدراكيَّة ، يَسمَع من كلّ جملة كلمة يضعها بجملة إسمية بها ضمير واحد و هو (أنا) مَنْ هوَ الفرد العميق ؟ هو الذي يرى بعينيهِ الإثنتينِ أربعةُ أركانٍ و إلى نقطةِ الإرتكاز ، ثمَّ يبني نتائجهُ على الرؤية الصائبة و التَّكهُّنات و الاجتهادات و التمحيص و التَّفكّر ، و يسمَع الجملة ليصيغَها بموضوعٍ واسِع ثمَّ يضَع الموضوع كَ استدلال توكيدي و معهُ ضمير (أنا) !!! إذاً كِلاهُمَا أنا في النِّهاية الأول من غيرِ تفكير ، مُتسرِّع لكن ينظر لنفسهِ على أنهُ هو على حق الثاني واسعُ التَّفكيرِ مُتفاخِرٌ كيِّسٌ فَطِنْ مُنغمِس بنفسِهِ و أيضاً هو على حق و عندما نصلُ إلى (الأنا) نُراودُ أنفُسَنا للتَّخلِّي عن بَصمة في حياةٍ نظنُّها (غير عادلة) فما دخلُ الحياة إنْ كنتَ ناجحاً أم فاشل ؟ إنْ كنتَ خَلوقاً مُسالماً أو معتدياً جباناً ؟ الحياة لا تورثُ الأخلاق و لا ثورِثُ المالَ و لا الأولاد حينَ نعتبرها عدواً فنحن مضطّهِدينَ لمخلوقٍ أكرمنا الله بهِ ليختبرُ كُلٌّ على حِدا * قتلُ الأنفُسْ خلقَ اللهُ تعالى الإنسانَ بجَسدٍ و روح و اختلاسُ الكنزينِ هذينِ مِنَ الكبائر عندَ الله و عبادهِ فكيفَ يستطيعُ الإنسان الذي أكرمهُ الله بالحياة أنْ يُزهِقَ روحاً على قيدها ؟ نعم العواملُ النفسيَّة هيَ أشدُ أعداءَ الحياة لمجرَّد التفكير بالإيذاء فإنهُ يبتعد عنها أكثر فأكثر و مهما كانت الأسباب لا يمكن تبرير القتل على يد قاتل أرادَ أنْ ينتقم مِنْ نفسهِ المريضة . * النهاية : عزيزي القارئ إنَّ الحياة فرصة واحدة لا تتكرَّر تذكَّر أنها كَ الأم التي تحتضنكَ حتى تموت و تذكَّر أنّها أكبرُ مِنك و قد خلقها الله قبلك أكرِمها و احترمها و اقطُنْ بسلامٍ بها فإنها تستحقُّ أنْ تكونَ بارَّاً لها ، فببرِّكَ بالحياةِ الدُّنيا ستجنيهِ جنَّةً في الآخرة . ✍ الكاتب و الشاعر عدنان رضوان تمَّ تحرير هذهِ المقالة عام 2020 في الولايات المتحدة ولاية أريزونا الأمريكية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق