رسالة ترحيبيّة

أحـدث المـواضيـع

الأربعاء، 23 أغسطس 2017

لا تَنتَقِدني فإنِّي أنتظرُ على الأبواب

بيميني قلمٌ

و بيساري علَمٌ

و بعينِي سَلَمٌ 

مكتوبٌ بِكتاب

و لا أنوءُ عن نفسِي

 ما حيَّرَ الألباب

لا تنتقدْنِي فإني أنتظرُ على الأبواب


لأقرأَ عليهِمُ السَّلامَ بقولٍ

 يا أمَّةَ الإغتصاب

لا شيءَ يجمعنا

واحدُهُمْ يفرقُنا

تقاعُسُهُم أرهقنا

و حِقبَتُهم تَوْكِيدُها إنتداب

و ما الشَّعبُ بعيونِهم إلّا ماءُ زرياب

لا تنتقدني فإني أنتظر على الأبواب


لأَعُدَّ كمْ نفراً سيجلسُ تحتَ القِبابْ

رئيسٌ وارثُ الحُكْمِ بالعاده 

ينامُ على كرسيِّهِ بلا وِساده

أمَّا أصحابُ السَّعاده يتساءلون ..؟

 مَنْ أتى بعودِ الثقاب

الذي أشعلَ الكنيسةُ 

و أشعلَ المِحراب ؟

لا تنتقدني فإني أنتظرُ على الأبواب


أنتظِرُ زعيماً يكونُ صادقاً بِخِطاب

في الشّرقِ مُسْتَعْربٌ .. لآهاتنا مُسْتَعْذِبٌ

للغرباءِ مُسْتقطِبٌ ..فإنهُ مُحتالٌ نَصَّاب

حتى أنهُ يَسْلِبُ من ثغورنا الرُّضاب

لا تنتقدني فإني أنتظرُ على الأبوابْ


لأروي أوجاعَ شعبٍ تركوهُ بلا أثواب

أنقَصوا مقامَهُ 

و كبَّلوا أحلامَهُ

و بدَّلوا إسلامَهُ 

إلى بعبُعٍ و إرهاب

فقطْ لأنّهُ يبغي السَّلامَ 

و إلى ربهِ تاب

لا تنتقدني فإني أنتظرُ على الأبواب


فأنا من شعبٍ تهافتتْ عليهِ الكلاب

أ نَحنُ عظام ؟ أمْ نحنُ نيام ؟

لأرواحِنا السَّلامْ

و ساداتنا أذناب 

واحِدُهُمْ يطيبُ لهُ التَّمتُّعَ و الإنجاب

لا تنتقدني فإني أنتظر على الأبواب


لأُبرهنَ أنَّ العربيَّ كانَ 

و ما كانَ في الإعراب ؟

إذا كان ماضيهِمُ ناقِصْ

و حاضرُهُم بردُهُ قارص

فماذا عن الراقِص ؟

يرنو موتَ أخيهِ باستغراب

سألتُكم بالله أما نحنُ في أوطاننا أغراب ؟

لا تنتقدني فإني أنتظر على الأبواب 


أمَا الشريفُ منهمْ معتوهٌ كذَّاب ؟

يصنَعُ بفِعلهِ الفِتَنْ 

و يزرعُ بيدهِ المِحنْ

يَضيعُ منّا الوطنْ 

على يدِ ذلكَ العَرَّاب

و ممنوعٌ علينا التقصِّي  و الإقتراب

لا تنتقدني فإني أنتظرُ على الأبواب 


أنتظِرُ من يُنصِفَ أطفالاً 

رحلوا إلى الله أسراب

في البحر ... في البَر

كأنما في هذا سِرْ 

و لنا فيهِ حُسْنَ مآب

أمْ كانَ هذا من اللهِ عِقابْ ؟؟

لا تنتقدني فإني أنتظر على الأبواب


أنظرُ إلى الله خالقُ الكونِ مُجري السَّحَاب

أسألهُ عن طائراتٍ من ذهب

و عنْ فقيرٍ رحلَ فُجَاءةٌ و ذَهب

و آخرُ كلماتهِ كتَبْ 

أنا اليومَ تحتَ التُّراب

فياربُّ عدْلاً 

أرِنِي فيهِم يومَ عذاب

لا تنتقدني فإني أنتظرُ على الأبواب

قلتُ سأرحلْ

عنْ آثامِ البشرِ ، عن تسَكعِ الفصول

و عُرِيُّ أغصانِ الشجر 

قلتُ سأرحلْ

منِ سنواتٍ هجرت ربيعَنا 

منْ عمْرٍ جُلُّهُ تبدَّلْ

قلتُ سأرحلْ

لأصافحَ الأشباحَ بعيداً

فوقَ ربوةٍ أو جبلْ

لأقولَ أنَّني إنسان

قبعَ على بعثراتِ البركان 

و على آلامِ الآخرين 

و غدا بعيونِ الناسِ

كأنَّهُ للهمومِ يتسوَّلْ !

قلتُ سأرحلْ

من شوارعِ الدنيا 

من عالمٍ بلا معنى 

كأنما أوصِدَتْ كلُّ منافِذهُ

و بدا كدائرةٍ بلا مَدْخَلْ

قلتُ سأرحلْ

و أفكاري لا تزالُ كقميصٍ

بلا أكمامٍ و فمي مُكمَّمْ

و في السِّنِّ أتقدَّم 

فلا أعلّم .... و لا أعلمْ

إنْ كانتْ صحراؤنا تحتاجُ حرثا

و فيها الأنقاض ..

و العين يقيِّدُها الإغماض

إلا بما نذَرْ 

بالقليلِ القليلِ من الإمتعاض

و من فوقِ فوقِها أرواحٌ 

عليهِمُ السَّماءُ برحمةٍ تُسدلْ

فهناكَ السلامُ عندَ ربٍّ

و هنا النَّفسُ باستهانةٍ تُقتَلْ

فماذا أفعل ؟

قلتُ سأرحَلْ 

لأقتصَّ من العثرات

من نيِّفٍ و سبعُ سنوات

حيثُ رأيتُ الملائكةَ 

تشربُ من سرابِ ذاكَ الجدول

الذي حُرِثَهُ المِدْفَع

و بالقنابِلٍ نُفِيَتْ هيبَةُ الفأس ِو المِعْوَلْ

فكيفَ الجراد إلى أرضنا يتسلَّلْ؟

قلتُ سأرحل ..

بعدما رأيتُ وطناً داخِلَ الوطنْ !!

كأنَّما وُلدَ من رحِمِ الغايات

غاياتُ أقوامٍ غيرُ معلنةٍ

و العنفُوانُ بالسُّخطِ تبدَّلْ

أما منْ صِدِّيقٍ بالطُّهر يتظلَّلْ ؟

أَمْ أنَّهُ مِعوَجٌّ .. 

يقضي الحياةَ كُلَّها و لا يتعدَّل ؟

قلتُ سأرحل 

لأنَّني لم أرى إسمَ جدِّي إلا على الدفتر

و الهباءُ يعتليه .. تغيبُ معانيه

كأنما لمْ يُكتَبْ لجيلٍ واحدُهُمْ يتخدَّر

و الممحاةُ تمحي ما تقدَّمَ منهم

و تترُكُ منَّا ما تأخر ....

كانوا آيةً من اللهِ تتنزَّل

أمَا أجدادُنا وهبونا كُرَةً ؟

و جيلُنا بغبائِهِ يتعرقل ؟

قلتُ سأرحل 

و لن أعود 

إلى جيناتٍ تهوى الرمادَ و البارود

فكيفَ أعود ؟

و ما بينَ أعشاشِ الطيورِ رسموا حُدود

و من حولها ثعابينٌ

تأكل البيضَ ، و ترشُّ السُّمَّ

لتقتصَّ من وِحدةِ ذلكَ العود 

أبهذا يا أمةَ الله أقبل ؟

فكيفَ لا أرحل ؟