قصيدة من قصائد عدنان رضوان
فيديو 📹
و قرعُ بابٍ من الأحبابِ إيثارُ
كنَّا لها شُعراءَ مِن غيرِ مدرسةٍ
أفاضتْ دمعَ أهلٍ أصبحوا زوَّارُ
هي حمصُ و العاصي يبكي خلوِّهِ
و ينعى شاربيهِ بانتحابنا يا دارُ
فلا الولوجُ باتَ يبصرُ نوراً
و نحنُ رهنُ الحنينِ يا نارُ
أما كنَّا كالعصافير نقوى بأجنحةٍ
تكسرتْ .. في الظلماءِ بلا إقرارُ ؟
أما نبدوا كغابةٍ بلا شجرٍ
و قد أُجهضنا بذرةً تصبحُ أشجارُ ؟
هذي خواطرُ إنساناً ثَمَّ مقترناً
بحديثِ شوقٍ وإسمُ الشوقِ إعصارُ
ما بكِ يا حمصَ ألا تصفحي ….؟
عن أثيمِ وجدٍ طابَ لهُ الإنكارُ
و غدا مهرولاً نحو عروبةٍ تملَّقتْ
فيهِ و ما سترتْ و فوقَها السَّتارُ
ما لنا يا حِمصَ من قوَّةٍ تداعتْ
و نحنُ كالأطفالِ نلهو و ننهارُ
إلى رقادنا و سُؤمِنا الممرَّغ
و من بعدكِ لا أطالَ اللهُ أعمارُ
✍ عدنان رضوان
ماذا فعلتُ بالدنيا ؟ أو ماذا فعلَتْ دنيايَ بي ؟
كُلَّما رُمتُ شيئاً منها تمنَّعَتْ مُنذُ كنتُ صبي
كانتْ تقولُ أنتَ يا هذا لستَ مِفتاح الصالحين
فكم أخطأتَ و كم أسرفتَ و ما تعلّقتَ بحبّي
ستبقى أسيرَ النوازلِ إن شئتَ أو ما شئتَ
أيا سيدَ الحائرينَ عيناكَ تشي وأسرارُكَ تنتشي
وأعلَمُ أنَّكَ تأوي بِصدرِكَ ورداً لكنَّكَ لستَ نبي
رويداً فحديثُ دنيايَ لا يعنيني ويكفيني يقيني
حَمْدَ الصّابرينَ و هذا ما قد علَّمني إيَّاهُ أبي
✍ عدنان رضوان
أمّاهُ أتذكُرين ؟
عندما شاركتِنِي قلباً
يومَها أعطَتِنِي حُبّاً
لا يقبَلِ البعدَ و الحنين
أتذكُرين ؟
عندما كَبُرتُ .. انهزمتُ
أماكناً ولجتُ .. بها ضعتُ
أورثَتْنِي الثَّمانُ مِن أنين
أيا أمّي أتذكرين ؟
حملتِني تِسعاً .. رأيتِني
ربَّيْتِنِي عُمراً .. كَبَّرتِني
و حملتِ همّي بقيّةَ السنين
أمَّاه ....
كلُّ يومٍ يمضي .. يُفضي
إليكِ أيا أرضي .. أقضي
برضاكِ كلَّ فرضي
فبكِ القربُ مِنَ الله
أمّاه ...
أتعلمين ؟
عن هذي التَّجاعيد
بها شريطُ ذِكرَياتٍ أُعيدهُ و أُعيد
أحفظهُ لذاتي .. لفلذاتِ أكبادِي
أدُلُّهُم على خريطةٍ
جعلتنيَ اليومَ سعيد
ببركاتِهَا ألمِسُ ليلةً
و برؤياها أستبشرُ بالعيد
نعم بهمساتِ روحي تسكنين
أمّاهُ أتعلمين ؟
✍ عدنان رضوان
يتدارى مِنَ الدم المسكوب تحتَ جُنحِ الظلام
ولا ينام ... لا تزورهُ الأحلام
إلا ليلةٌ واحدةٌ في مهدِ الذكريات
ثمَّ تدور و تدور حتى تصل أبوابَ المدينةِ الخاوية
تنتظر مولدَ طارقٍ جديد
ليواسي وطناً رآهُ نصفيْن
النصفُ الصامت على جراحهِ
و النصف الآخر تندبهُ العيْن ....
و يسأل : إلى أين ؟
ذهبَ قاطنوهُ تاركينَ ذاكَ الحانوت
و بهِ جمهرةٌ يفترشونه بأوراقِ التوت
نعم ........
ما بين مؤيد و معارض وطنٌ يموت
و شعبٌ ضائعٌ ينتظر ....
إمَّا الحياة أو التابوت
✍ عدنان رضوان
أهلاً بضيفٍ كريمُ الصِّفاتِ
و منبعُ الخيرِ أمانٌ لذاتي
عَشْراً وشَهْراً بالرَّحيلِ تؤلمني
واللهُ مُبشِّري أنَّكَ اليومَ آتِ
يامَنْ بقدومك تهلُّ البركاتِ
أهلاً بضيفٍ جميلُ الصِّفاتِ
**************************************
سلامٌ على الحبِّ حيثُ ألقى
أناجي مَنْ عَلا الأرواحِ ورَقَّ
رمضانُ يعرفني أنني مُنكَّرٌ
والحنينُ يضرِبُ كُلّما دَقَّ
أيها السُّقمُ ترجَّل عن حياتي
أهلاً بضيفٍ جميلَ الصِّفاتِ
**************************************
حدَّثَتْنيَ النفسُ ما كنتُ أُبْدِي
أتكونَ أمنيةٌ معي إلى الأبَدِ ؟
و كلُّ عامٍ أسألُ اللهَ نهايةً
لآلامٍ أبعَدَتِ الرُّوحَ عن الجسدِ
أيا ربُّ ترفَّق بأسيرِ الحكاياتِ
أهلاً بضيفٍ مَثَلُ الصِّفاتِ
****************************************
✍ عدنان رضوان
قالت هي و هي تتحدَّثُ صامتةٌ :
أنتَ ..... ستذهب و ستأخذكَ الحياةُ إلى نقيضِهَا لأعلنَ الحدادَ ثلاث ليالٍ سويَّا !
قلتُ لها بقلبي : أعلمُ عن حديثكِ هذا بأوقاتِ كذبٍ
و ما كنتِ تخفيهِ بعينيكِ ...
لكن لستُ وحيداً سأرحل ....
سترحلينَ معي إلى ما قبل الرحيلِ لتشعُري بما كنتِ تجهَلين ...
قالت : لماذا لا تلين ؟
قلتُ لها : المدّ و الجزر أيا بحراً يقذفني و قد أذبتِني مع كلِّ موجةٍ عاتيةٍ و رَميتني إلى الشاطئ كَبقايا الزَّبَدِ الذي يحملُ على عاتقهِ أركانُ الأنين ...
قالت هيَ : مِنْ بينِ أصابعي تبخَّرتَ يا غيمةً أغرَقَتْ أرضي بمدادٍ مِنْ مدامعي
قلتُ لها : أهذا مِنْ زوابعي ؟؟؟
إذاً سأغفو كما تشائين في تلكَ البساتين الغارقة
لأكونَ شريكاً للحالمين الذين رحلوا مِنْ ديارهم
واستقرُّوا بقاعِ الزجاجة ...
لكن تذكَّري لبَّ تلكَ الزجاجة ... ففيها خارطةُ كنزٍ
أوصَلَتْكِ ذاتَ يومٍ إلى شوارعي ..
شارع يَهبُ الحياةَ بحبٍّ
و شارع يزيدُ النبضَ لقلبٍ
و شارع يُوافي منَ عاشَ معي
قصَّة القيثارة .. و ألحانُ الحارة
التي لم تغادر يوماً مسامعي ..
قالتْ هيَ ........
✍ عدنان رضوان