قالت هي و هي تتحدَّثُ صامتةٌ :
أنتَ ..... ستذهب و ستأخذكَ الحياةُ إلى نقيضِهَا لأعلنَ الحدادَ ثلاث ليالٍ سويَّا !
قلتُ لها بقلبي : أعلمُ عن حديثكِ هذا بأوقاتِ كذبٍ
و ما كنتِ تخفيهِ بعينيكِ ...
لكن لستُ وحيداً سأرحل ....
سترحلينَ معي إلى ما قبل الرحيلِ لتشعُري بما كنتِ تجهَلين ...
قالت : لماذا لا تلين ؟
قلتُ لها : المدّ و الجزر أيا بحراً يقذفني و قد أذبتِني مع كلِّ موجةٍ عاتيةٍ و رَميتني إلى الشاطئ كَبقايا الزَّبَدِ الذي يحملُ على عاتقهِ أركانُ الأنين ...
قالت هيَ : مِنْ بينِ أصابعي تبخَّرتَ يا غيمةً أغرَقَتْ أرضي بمدادٍ مِنْ مدامعي
قلتُ لها : أهذا مِنْ زوابعي ؟؟؟
إذاً سأغفو كما تشائين في تلكَ البساتين الغارقة
لأكونَ شريكاً للحالمين الذين رحلوا مِنْ ديارهم
واستقرُّوا بقاعِ الزجاجة ...
لكن تذكَّري لبَّ تلكَ الزجاجة ... ففيها خارطةُ كنزٍ
أوصَلَتْكِ ذاتَ يومٍ إلى شوارعي ..
شارع يَهبُ الحياةَ بحبٍّ
و شارع يزيدُ النبضَ لقلبٍ
و شارع يُوافي منَ عاشَ معي
قصَّة القيثارة .. و ألحانُ الحارة
التي لم تغادر يوماً مسامعي ..
قالتْ هيَ ........
✍ عدنان رضوان