الأربعاء، 23 أغسطس 2017

إليكِ قلبي 

فأنتِ سيدتي 

و أنتِ في دنيايَ مؤنِسَتي

و أعرف أنَّ القلبَ إليكِ قليلا

إلا أنَّهُ باستحياءِ القول 

خفقانهُ أصيلا

و قد إعتاد على الوفاء

على أرواحٍ تُعانِقُ السَّماء

على فرسٍ خاضَ معاركاً

فجدِّي خالداً ، و خيلُهُ بلقاء

إنْ لم تعرفيني ...

إسألي حِمصَ ... 

فجُدْرانُها تشهد

أنَّ من أرضِها يخرجُ الصَّهيلا

و كم من عاشقٍ 

فِدى حبِّها طاحَ قتيلا

تخلَّجتْ أوصافنا 

و اتسعَتْ أصقاعُنا

أما أصبحنا سِلعةَ قولاً و قيلا؟

أحسِني إلى قلبي

و تقبَّلي عزائي إن لم تقبلي 

فأنا كما غيري 

و نهرُ العاصي دَماً في شريانِ يجري

لأرضي حنيني 

و غيرها لا يُغنيني

فهذا أمرٌ يعنيني 

إن لم ترتضي .. 

ليَ أرضي ..

و ليَ أشجارٌ فيها 

و عشقها للظمآنِ سبيلا

و من قلبي ترفض الرحيلا


الفُنجان

غادرتُ وطني و يدايَ ترتجفانْ

و بجُعبَتي ذكرياتٌ تملأُ الفُنجان

فنجانٍ أصبحَ يتَّسِعُ لكلِّ الأوطان 

و أصبحَ يُشبهُ وطني بكلِّ  شيء

شيءٌ منِّي و أشياءٌ منهُ إنْ شِئْتْ

فلِما لا أقولُ يا أُمةَ المليارِ تعبتْ ؟

تعبتُ و أنا أُقلِّبُ أوراقَ التقويم

أسابقُ اللَّحظات ، و تلكَ الخَطوات

التي هذَتْ هكذا حتى إستوطنتْ

بضياعٍ و إنصياع ذلكَ الإنسان

و دماثة الخُلقِ في عالم النسيان

في وقتٍ بِهِ أبحثْ

أبحثُ عن الماضي

و في عباءةِ القاضي

و أنا بلا مكانٍ و لا عنوان 

أحملُ هَمِّي ، و إشتياقي لأمِّي

و باللهِ أسَمِّي ، منْ شرٍّ ألمَّ بألمي

أليستْ البَغضاءُ سادتْ 

و خفافيشُ الليلِ عادتْ 

كأنَّما الحُلُمُ بزوالهِم ما كان ..

و الطُّرُقاتُ تلتهِمُها النيران

تحتَ ظلالِ طائراتهم العُدوانيَّة

و حربٍ تقودُها الطَّائفيَّة

هذا يفتخر بالعشائريَّة

و آخر بالمدنيَّة 

و نسوا أنهم على ذات السَّدان ؟

و المفارقةُ فقط بالألوان

لونٌ داخلُ وطني يخون 

و في الخارجِ هائجٌ مجنون

و كيفَ لا أيها العُميان ؟

أما الحقيقةُ تقولُ أنهما إثنان

يدخلونَ في  قصةِ الشيطان ؟

و وجهِهِمَا مرسومٌ على الحيطان ؟

وجهٌ في بلدي يحكُم

و في الغربة حقيرٌ يَشْتُمْ

يحملُ العَداءَ و يُحاربُ الأديان

فبأيِّ آلاءِ ربِّكما تكذِّبان ؟


الشجرة الجوفاء

شجرة جوفاء ..
مليحةُ القوام …
تقف شامخةً بلا أقدام …

شجرةٌ تظهرُ و كأنها ميِّتة ..
من عهد السلاطين ..
الذين كانوا من الزاهدين …
شجرة تعانق السماء 
و لكنها جوفاء..

نظرتُ إليها و تعجَّبتُ أنها لا تزال صامدة
و نقراتٌ من أصابعي لها ترنُّ … كأنها خاوية ..

بتُّ أسألُ نفسي ..:
سبعمائةِ عامٍ مع السلاطين …!
أكانتْ ساجدة ..؟
لله ربُّ السماء …
بالرغم من أنها شجرة جوفاء …

لما لا …. و من عهد الأنبياءِ
هنالكَ الأماكن .. و النبات ..
لا كدراً يشوبهم ..
و مكتوبٌ عليهم النقاء …
و هذهِ الشجرة دليلٌ ….

ماتت … و لا تزال واقفةٌ بلا إعياء ..
شجرةٌ جوفاء …