الأربعاء، 23 أغسطس 2017

(حِمْص)

إليكِ قلبي 
فأنتِ سيدتي 
و أنتِ في دنيايَ مؤنِسَتي
و أعرف أنَّ القلبَ إليكِ قليلا
إلا أنَّهُ باستحياءِ القول 
خفقانهُ أصيلا
و قد إعتاد على الوفاء
على أرواحٍ تُعانِقُ السَّماء
على فرسٍ خاضَ معاركاً
فجدِّي خالداً ، و خيلُهُ بلقاء
إنْ لم تعرفيني ...
إسألي حِمصَ ... 
فجُدْرانُها تشهد
أنَّ من أرضِها يخرجُ الصَّهيلا
و كم من عاشقٍ 
فِدى حبِّها طاحَ قتيلا
تخلَّجتْ أوصافنا 
و اتسعَتْ أصقاعُنا
أما أصبحنا سِلعةَ قولاً و قيلا؟
أحسِني إلى قلبي
و تقبَّلي عزائي إن لم تقبلي 
فأنا كما غيري 

(الحارة)

و عزفٌ منفَرد ، و الهمسُ اللَّدِنُ  اختارَ شراييني أوتاراً 

و جسدي النحيلِ قيثارة ، بلا نوتةٍ و لا أغنيةٍ تردِّدُها الحناجِر

إلا أنَّ فيها الحنينُ لأبوابٍ من خشب ، و لجُدرانٍ سوداءَ من الحجارة

و قطوفُ الياسمينِ تتدلَّى أمام الشُّرُفات برونقٍ 

تطغى عليها البساطة ... و فجأة صحَوْتْ ... !

على صخبٍ الألم ، بعدمَا حطَّ رحالَهُ على الدَّراويشِ

مُخلِّفاً هجْراً و موتْ ، و نحيبٌ يغيبُ عنهُ الصوتْ

و الشورعُ يحتويها السكون ، و الليالي دامسةٌ

و العصافيرٌ مقيَّدةٌ ، ما عادتْ ترومُ  طِلَّ الصباح

من أوراق النارنج المُعَمِّرة ، التي كانتْ تزيِّنُ الحارة

ها و قد اختصرتُ لكم حُلُماً ، سرقَ جفوني 

و ألبسني ثوبَ الذكريات

الحارة .... و أيامٍ دوَّارة .

اعتقيني


اعتقي روحي
عتقاً أبديّاً
فما عدتُّ أملكُ
مفرداتٍ
تحاورُ الأرواح
و تخِرُّ لحضوركِ
إعتقيني 
فالحبُّ يحتاجُ
مواجهةً
إمَّا يكون 
أو لا يكون
و الإحساسُ
باتَ مفقودٌ
في عسيرِ الصَّمت
عندما كُنْتْ
أبحثُ عنكِ 
و لم أجدكِ
إلا في عيونِ المئات
و أنا في مِقْعَدٍ
بل صِفرٌ يساريٌّ في فئةٍ
لولا وجودي
ما كانَ للمئات
تصنيفٌ
و لا جحرُ أساسٍ 
ما بين الفئات
غادريني
أتركيني
فلستُ وطناً
يأوي من يخون