الأربعاء، 24 يوليو 2019

قصيدة جرح إنسان من قصائد عدنان كمال رضوان

قصيدة جرح إنسان




لا تُعوِّل على الحبِّ إن شُحَّت مواردهُ
فبُهرُجُ النبضِ كَ اللسانِ يوافيهِ عسلُ

و لا يَغرّنّكَ جسدٌ لا يَسكُنُهُ قلبٌ سالمٌ
و أذى الناسُ إذ بَانَ سترتادهُ العِلَلُ

آهٍ كم مُكِرنَا بأخلاقٍ زائفةُ المَزَايا
العيبُ فيهِم و الظَّنُّ أنَّ بِنَا خَلَلُ

أنا لا أُبرِّئُ نفسي مِن سوئها لكنّني
أخافُ مِنَ الخطواتِ التي بها زَلَلُ

فَ جُرحي ثقيلٌ تَعبتُ مِن حملهِ
تراهُ مِمَّن ضَربتُ بأخلاقهِ مثلُ

و إن كانَتِ الأفعالُ مِن خلٍّ واسيتُهُ
فماذا أقولُ لنفسي و قد أصابها جَلَلُ

بِتُّ أعيشُ حُزناً ابتُليتُ بهِ عُنوةً
كَأنّما الزُّهرُ بصحراءٍ يُحيطُهُ الأسَلُ

و صوتُ العويلِ يمتطي صهوةَ ريحٍ
بِلا خيلٍ أو فارسٍ أو ناقةٍ أو جَمَلُ

أما نحنُ الغائبينَ و التّراحمُ نلهَجُهُ ؟
فماذا تبَقّى مِنَ الذِّكرى سوى الطَّلَلُ ؟

و يَحسبُني كلُّ مُترَفٍ أنّي مِثلهُ تَرِفٌ
و يَنسى أعوامَ سقمٍ جعَلتنيَ ثَمِلُ

شكوتُ الظلامَ و قد كنتُ أسيرَ ظُلمٍ
نَشَزَت قوامُهُ وأورَثَتنا استبداداً وجَهلُ

ربَّاهُ بِمَن أثِق و النِّبراسُ تبدَّلَت ملامحُهُ
و اليقينُ تلاشى مُذ تعدَّدتِ القِبَلُ

#عدنان_رضوان

الثلاثاء، 25 يونيو 2019

تحدَّثي عنِّي
فلا يليقُ دورَ الصَّامتينَ بعينيكِ

تحدَّثي
لإن تُسرِعي لتُقنِعي أو تصنعي حُبَّاً بيديكِ

تحدَّثي عن أزِقَّةٍ جَمَعَتنا

و عن رسالةِ الأحلامِ حينَ أهديتُهَا إليكِ

تحدّثي عنّي
ذاكرتي تشتاق
و الليلُ للأطيافِ و أفكارُ الماضي لبعضِها تشتاق

أتذكرينَ العامَ يا حبيبتي كيفَ تحدّيتُ زمناً ثقيلاً

و بارزتُ الليالي مِن أجلِ الإشراق ؟

تحدثي عنّي
قرعتُ باباً مِن بينِ الأبواب

جَعلتُ الحُبَّ أيقونةٌ بكتاب

أيقنتُ أنَّ عالمَ الحكايات

جلُّهُ حقيقةٌ قد تحدَّثَ الصِّدقَ

و زادَ الحديثُ رُضاب

تحدّثي عنّي
إن شئتِ بي حديثاً

فزيِّني الحديثَ بالياسمينِ و الدوالي و الأنوار

و حاوري الربيعَ بالعصافيرِ و لوِّني العاصي بالأزهار

هل تعلمي يا حبيبتي أنَّ مِفتاحَ الحديثِ لديكِ ؟

لو عاندكِ الأبوابُ و الأصحابُ و الكلُّ عليكِ

لا يجزَعُ العُشّاقُ مِنَ العزفِ على وترٍ يُغذّي الروحَ

و لا يخشَونَ إن ملكوا كما ملكتِ أصغريكِ

تحدَّثي عنّي
#عدنان_رضوان


الأربعاء، 19 يونيو 2019

كوني سيّدةٌ تَخِرُّ لأجلها الكائنات

تعتلي صهوةَ العروشِ

تتحدَّثُ لغةَ العابِرات

و تُمشِّطَ أروقتي باحثةً

عن عصفورٍ يمدُّ إليها

جناحَ الوصلِ بعشقٍ أزليٍّ

يروي قِصَصَ مَن كُنَّ
لأعمارِهِنَّ نادرات

و أنتِ من بينِهِنَّ سفيرةُ حبٍّ

تأمُرُ بالعَطفِ و تُحيي سُنَّةَ المُحسنات
#عدنان_رضوان
تخفَّرتُ بهِ و تعفَّرتُ منهُ

هذهِ قِصَّةُ أصغَريَّ يا بُنيَّ

ولجتُ مُستجيراً بقلبي

بعدَ أن عصاني لساني

بِتُّ أعيشُ التَّقَفقُفَ

مُختزلاً أوصافَ الأجدَاث

مُتوارياً بالصَّفوان

سُرعانَ ما أدركتُ أمران

تخفُّري بقلبي

و تعفُّري مِن لساني

إلا نُهَايَ لطالمَا تبرَّأَ

مِن حقيقةِ أمري

هذا تَوكيدٌ
نسجتُهُ بالعُذرِ
#عدنان_رضوان


أتَساءَل ما إذا كُنَّا بُهرُجاً خافِتاً قديما

أو كُنَّا أعمِدَةَ ملحٍ تَذوبُ كَحَميمٍ و حميما

أتساءل عن أصدافٍ خاويةٍ ذاتُ رحِمٍ عقيما

لا الحبُّ غدا حُبَّاً ، و النبضُ ما عادَ مُقيما

أتسَاءلُ و الأحزانُ تملِكُنا و غيرُ هذا أكونُ أثيما

و بوحُ العيونِ مُقفَلٌ و المِفتاحُ بيدِ ربٍّ رحيما

أتَسَاءَلُ متى..كيفَ وهل ؟ والجوابُ عندهُ عظيما
عدنان رضوان

الثلاثاء، 21 مايو 2019

يا ربُّ عطفاً فأنا المُنادِي

أرجوكَ لُطفاً على العِبادِ
شأني أنِّي أحبُّكَ خالقي

و الحبُّ بُغيتِي و مرادِي
مالي بدنيا الغريبِ ملجأٌ

و مهجتي تُحيطُ بفؤادي
أنطقُ باسمكَ اللهمَّ رحمنٌ

رافعُ السَّماءِ بِلا عِمادِ
أرنوكَ غافِرُ الذَّلّاتِ عظيماً

بالعفوِ يا مولايَ طريقُ سدادِي

عدنان رضوان

الاثنين، 20 مايو 2019

نامَت على مرقدي

آخِذَةُ التِّعداد لأصابِعِ يدي

كم مَرَّة تحدَّثنا عن المدينة

و عن خِصامِ اليومَ مع غدِ

نامَت على مرقَدي
أضرِحَةٌ سوداء

و الجِسمُ و العقلُ كلاهُمَا

مِن داءٍ إلى داء

كيفَ للعينِ يا مدينتي

أن لا تبكيكِ بُكَاً

يمضي على الوجنتينِ بِلا احراج

الكلُّ يعلمُ عن ذرفٍ

يُلهِبُ الجُّرحَ إن كانَ أُجاج
أسألُ عن بيتي فليسَ لديهم جواب

أسألُ عن ناسي الذين غدو أغراب

أروقةٌ في عالم النِّسيان

فقط تغيّرت الأرضُ

و بقيت السَّماءُ سماء
هل تأتِني حاملةً

حمائماً فوقَ القِباب

أو تنثُري عِطرَ المساجِدِ

في الكنائِسِ بِسلام

أمَا يكفينا يا حبيبتي مِن غياب ؟

و مثوى الحبِّ في رحابٍ من دَمار

لا تَنعُمي بالنوم

فإنَّ اللومَ غدا للمحبينَ

و أكثرهم على الطريقِ رُمِي

و زمرةُ دمهِم مِن دمِي

شارَكوني وطناً

و شاركتُ الوطنَ بِضعاً مِنَ الألمي

ثمَّ دوّنَهُ الألمُ بِبُعدي

فمَن سيأتي بَعدي ؟

نامَت على مرقدي
#عدنان_رضوان
بانت ملامحُ الخير و الشّهرُ ابتدى
و  الشّيطانُ  بأمرٍ من  ربِّهِ  صُفِّدا

الكونُ   يزهو   برحمةٍ  و  مغفِرَةٍ
ينالُها  طائعاً  للّهِ  زاهداً  مُتَعبِّدا

يبكي  خَشيةٌ من ربٍّ   عظيمٍ
و نبضُهُ  لغيرِ  الخالقِ ما  وحَّدا

و  المآذنُ   تلبَسُ  النورَ   بقرآنٍ
و عندَ الغروبِ بها الأذان توحَّدا

تلوذُ بالعبادِ  نفحةُ الإيمانِ كلّما
اقتربَ العبدُ  من الله  و تودَّدا

هذا  رمضانُ و البشائِرُ  تتجلّى
لمن صامَ للهِ و  بالنبيِّ اقتدى

#عدنان_رضوان