الأربعاء، 23 أغسطس 2017

غضب الشُّعوب

غضبُ الشعوبِ. على الحُكَّامِ. منزلةٌ

و الكرسيُّ لا يبقى و إن طالَ يرتحِلُ

الشعوبُ ذاكِرَةٌ و الأوطانُ كَمِثلِها أبدا

فكيف َ تُمحى. ذاكِرَةٌ. أصابها. مُعتقلُ ؟

و العُمرُ نقضيهِ نعدُّ أوثانَ عائلةٍ

حكمَت مكاناً و المكانُ بنا عضُلُ

و بدت نواقيسُ الكنائسِ مُكلَّلةٌ

و المساجِدُ أوجَبَت طُهراً و مُغتَسَلُ

ممَّن صادقَ الجِنَّ ليكتبَ إسمهُ

على أرضٍ كأنما لهُ الملكُ يُختَزَلُ

و المهاراتِ صُنِّفَت لهُ بكلِّ تأكيدٍ 

مهندسٌ و طبيبٌ و مُناضلٌ ينتحِلُ

أوصافَ كفاءاتٍ و ما كانَ منهم

إلا أنَّ ميراثهُ كرسيٌّ و بهِ يكتَمِلُ

أما هذا هراءُ أمَّةٍ صُنِّفتْ بثالثٍ ؟

و غزتْ بجهلها كلُّ ما بها يُفْتعَلُ ؟

أينَ ذهبَتْ صُكُوكاً كُنَّا خاتَمُها ؟

في الطِّبِّ أصلاً و مِنَّا غدا يتنصَّلُ 

آهٍ   على  هيبةٍ  أزاحها  زنادقةٌ

و بدينا بفضلِهِمْ أسماءً عليها يُتْفَلُ

فها هي الشامُ تُعاني قصَّةَ سمسارٍ

شهيقهُ سَجنٌ و زفيرهُ قطعاً يَقْتُلُ

منْ يقولُ يا أمةَ العربِ  كرامتي

فلا يسمعْ منْ كانَ للكرسيِّ يتأمَّلُ

أينَ نذهبْ و  الأرضُ  علينا إثْمٌ

و السُّوريُّ ما بينَ الشعوبِ يُنعَلُ

أما  زرتُمُ   زقاقاً   يعتليهِ  طيرٌ ؟

و الغيومُ تأبى ستاراً عليهِ يُسدَلُ

أما قرأتُمْ عن  حِمصَ و  ميماسها 

و ديكُ الجِنِّ  إسمٌ  يبقى و  مَعْقِلُ

لروحٍ تتقوقُ نواعيراً لتبوحَ وجداً

و سهلُ حورانَ فيهِ الشهامةُ تنعدِلُ

تاللهِ  نحنُ  شعبٌ  لا  يزالُ  حيَّاً

يموتٌ حبَّاً بالكرامةِ و لا يُخزَلُ

عيَّروني !

عيَّروني أنَّني لاجئ ...

و نسوا مدافِعَهم و طائراتُهُم ...

و نسوا أنينَ طفلٍ في الملاجئ ...

عيَّروني أنَّني لاجئ


عيَّروني و نسوا بيوتاً تهدمت أركانُهَا 

و شُرِّدَ ظلماً و بهتاناً سكَّانُهَا

حتى بدا الصبحُ ليلاً دامساً

همسهُ بكاءٌ ، و صراخهُ عويلٌ

و الموتُ في الساحات بات مفاجئ

عيَّروني أنَّني لاجئ


ألمْ تروا الأعلامَ بكمِّها ؟

مئاتُ الألوانِ أصبحت ألوانها ..

أسودٌ و أبيضٌ و أخضرٌ و أحمرْ

كأنما عدنا إلى عهد جوعٍ أغبَرْ

و الأحذية أصبحت بترولاً في المدافئ

عيَّروني أنَّني لاجئ


أنتم أوصدتُّم أبواباً ليلوكنا القرش 

و صمَّمتم أن الشعبَ ثمنهُ قرش

بعثرتموا كلَّ شيء

و الشيءُ لم يعد بشيء

حتى النوارس التي تطوف على الشواطئ

عيَّروني أنَّني لاجئ


أما أعلنتم أنَّ وطني أصبح للمدفع و البارود ؟

و قلعتُمْ تماسكنا بريحٍ رسمت أوطاناً و حدود 

و بايعتُمْ من يفرِّقُنا

بالعنصريةِ يكبِّلُنا 

مدنيَّاً .. عشائريَّاً .. كرديَّاً .. مسيحيَّاً 

الكلُّ للكلِّ على الكلِّ من أجلكم مناوِء

عيَّروني أنَّني لاجئ

السَّجين

إقتَرَبتُ منهُ ولم أَخفْ

و بوجهِهِ معالِمُ الأسف

لا أُدركْ فحواهْ

إلا أنَّني أتنفَّسُ هواه

و بينَ يداهُ إنجيلٌ و مصحف

يتلو بيقينٍ كتابَهُ و يتَصفَّح


و أنْسُجُ قصصاً بفِكْري

كيف ...؟ والله لا أدري 

إلا أنَّ عينايَ عليهِ تَذْرَف

بدمعٍ غريبٍ 

ما منْ أحدٍ عليهِ تعرَّف

فماذا جنى من الكلمات ؟

و عُشَّاقُ وطنهِ لا يزالونَ هُواة

هُواةُ حبٍّ قانطٍ ، و فيهِ القلبُ يُجرف

كأنَّما شَطْرٌ من شطرينِ يُحذَف


أليستِ المعاني ضاعَتْ ؟؟

و المفرداتُ كُلُّها انصاعَتْ

أمامَ شِعاراتٍ علينا  تتعطَّف ؟

و الياسمينُ يذبُلُ و لا يُقطف ...


و الزنانزنُ يأويها قيدٌ

 القيدُ يأويهِ سيِّدٌ

و السَّيِّدُ عنْ الأوطانِ لا يتخلَّف

إلا أنَّ روحهُ تتمزَّق و تُتْلَف


من ظلامٍ يُعانقُ الجدران

من ظلمِ إنسانٍ لأخيهِ الإنسان

فمتى عنهُ الجلَّادُ يُصرَف

أَ هَلْ بميزانِ الهُراءِ يُنْصَف ؟

و الكُرسيُّ باتَ فاقدُ الضمير

و نزيلُهُ على الإستبدادِ يسير

واحدهُمْ يَقتل و لا يأسف

فتأكدْ أنَّ في السَّجنِ 

ألافٌ مصيرهُم لا يُعْرف