الأحد، 25 أغسطس 2019

(أقوالُ الجاهلين)
قالوا بكى على الماضي مُرتحماً

عليهِ و على ما كانَ منهُ جميلا

قلتُ بلى إن كانَ هذا حقيقةٌ

فلربَّما أصوغُ براءتي ممّا قيلا

لو تعلموا ما فاتني مِن سنينٍ

كُنتُها جماداً مَركوناً لا سبيلا

مِن سُقمٍ أعادني ألفَ خَطوةٍ

جمَحَتْ مسيري و أردَتني قتيلا

لِمَن أشكو و الشَّكوى لغيرهِ مذلّةٌ

و الدّمعُ هائمُ الجفنِ يأبى الرحيلا

ينوبونَ عن نفسي بتفسيرِ آلامٍ

و الآهُ حَملٌ على الصَّدرِ ثقيلا

لو أدركتُموا إسمي لَمَا غَفِلتُم

عن هَوْلِ ما أصابَ إنساناً عليلا

رِفقاً بي يا آلَ الوِدادِ فإنّي

مُحِبٌّ لا يُضامُ لديهِ نزيلا

اليومَ مريضٌ يخوضُ حرباً

و الناسُ تقولُ عنِ الآهِ عويلا

ماذا جرى للأقوامِ التي ابتُلِيَت

و إن تغيّرَ نوعُ الدّاءُ قليلا

أما علموا أنَّ البلاءَ يَشملُهُم ؟

و النواصي بيدِ الخالقِ الجليلا

يامن تلوكُني بغيبةٍ هوّن فلا

يَضيعُ أجري عندَ اللهِ فتيلا
بقلم عدنان رضوان


الجمعة، 23 أغسطس 2019

(أنا)
ألا يا طبيبَ اعطُفْ على حالي

تراني سقيمَ جوابٍ لا سؤالي

إن كُنتَ تعلمُ عن مدى ألمي

فهذا شيءٌ يأباهُ حُلُمِي

أنا سِيرتي تُشبِهُ الدنيا

بشيءٍ كبيرٍ يفنى و لا يَحيا

ألزَمتَني ... حيثُ أنتَ

أرهَقتَنِي كمَا لو كُنتَ

مُنجِّمَاً كاذباً لِصٌّ و دجَّالِ

و أرى اليومَ ضياعُ آمالِ

(الطبيب)

ألا يا مريضَ اكفُفْ عن سُؤالي

أَ أُحبُّ شكواكَ و العُنُقُ مِنصالِ ؟

لو عَلِمتَ ما تقولُهُ الآن

لعَلِمتَ حقّاً أنني إنسان

أ نسيتَ يا هذا مَن أهذاكَ

لستُ أنا .. فهوَ مَنْ آذاكَ

يُسعِدُني ... أنْ تَذكُرهُ حَقّاً

أهداكَ ألمَ القلبِ حَرقاً

الهجرُ دليلِ و مِثالِ

و مع هذا تريدُ احتيالِ ؟؟؟؟
(أنا)

أَأنوءُ عن النَّفسِ أقوالي ؟

تراني مُشَتَّتُ الذّهنِ رَحَّالِ

إن كُنتَ تسعى إحضارهُ إليَّ

تكونُ مُختصِراً طريقاً عليَّ

لكن حقيقةً أرنوكُمَا مُجرمَيْن

ربما و قد كنتُ دمعةً بعين

حظيتُ بوطنٍ من ثلج

ينهمِلُ بشكلهِ المِعوَج

أُحصي و أُحصي شيئاً مُحالِ

و إن عَقِلتُ فللَّهِ الكمالِ
(هو)

ألا يا حبيبَ أفِقْ هذي خِصالِ

أنتَ الذي قُمتَ يوماً بإهمالِ

إجعلني أنا .. أنا الماضي

فَصورتي .. حُبلى أنقاضِ

أنا حيرةٌ و الروحُ مُسعِفَتي

أرواحُ مَنْ ماتَ تبقى مُلهِمَتِي

أمّا أولئكَ الذينَ راحوا

ناموا و عنِّي قَطُّ ما باحوا

كأنما ما عادوا يبغونَ وِصَالِ

تفَرَّقوا ما بينَ الصّحْبِ و الآلِ
(أنا)

ألا هَوِّن عليكَ بِضْعاً أيا وطني

فهناكَ سماسرةٌ عاشوا على الفِتَنِ

عِشتُ السّنينَ و لم أنَمِ

بتُّ عليلاً مجبولٌ مِنَ العدَمِ

عجزَ الطبيبُ عن مُداواتي

و دمي الحِبْرُ في دواتي

عاثَني و معي كلَّ أوراقي

حتى صباحي و مكانَ إشراقي

كيفَ لا و الرحيلُ عنكَ احتلالي

أيا وطني سجِّل ... فهذهِ أقوالي
#بقلمي

#عدنان_رضوان

إلى 

والدي ...

أيُّها الشَّهمُ الذي نالَ مِنْ كأسِ النَّقاء

أيُّها الرجلُ الكريمُ أيَا مشكاةً و ضياء

سِرتَ على دربٍ نيِّرٍ و سَلكتَ كلّ الصِّعَاب

و فنيتَ الحياةَ بجِدٍّ لتَتْرُكَ الأثَرَ الوضَّاء

أبتاهُ فالأذانُ ما زالَ بأسمَاعِنَا

و صوتُكَ النديّ يُعانقُ السَّماء

إنَّ الرحيلَ أصابنا

و ألبسنا ثوبَ العَناء
بقلم عدنان رضوان